للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شبهة: يقول عابد الأجداد: البابوات والكرادلة، هم أعلم الناس بما في الأسفار المقدسة، وهم ينكرون ذكر محمد (صلى الله عليه وسلم) في التوراة والإنجيل، وهم الذين قرؤوا" النصوص المقدسة" مستنرين بهداية الروح القدس حتى أشربت قلوبهم فهمها، فكيف أترك قولهم السديد، إلى قول المسلمين المعاندين المتعصّبين إلى أوهامهم!؟! "

الردّ: إنّ البابوات والكرادلة والأساقفة.. يعلمون أنهم إن جاهروا بالاعتراف ببشارة الكتاب المقدس بمحمد صلى الله عليه وسلم، فإنهم سيسلبون مناصبهم وسينسلّ من بين أيديهم ذاك الضرع الذي يدرّ سيول الذهب والفضة.. فلا يلتفت، وكالأمر كما ترى، إلى مذاهبهم وأقوالهم، فالحق أحق أن يتبع..

والرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال، فاعرف الحقّ تعرف أهله..

وثقل القول في حجّته لا في من احتج به..

إنّ الكثير من رجال الدين النصارى، كما ينقلون هم عن بعضهم البعض، يتخذون الدين غرضا ومغنما.. وهم يتمرغون في أموال رعايا الكنيسة.. وقد أشربت قلوبهم العطايا.. واسترقّهم نزقهم الثمل بسكرة المتعة الجامحة..!!

ويعرّي الإمام ابن القيّم أحد هؤلاء، في كتابه" هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى".. فيقول رحمه الله وأنعم الله علينا وعليه بالجنان: " ولقد ناظرت بعض علماء النصارى معظم يوم فلمّا تبيّن له الحق بهت، فقلت له وأنا وهو خاليين: ما يمنعك الآن من اتباع الحق؟

فقال لي:

إذا قدمت على هؤلاء الحمير- هكذا لفظه- فرشوا لنا الشقاق تحت حوافر دابتي وحكّموني في أموالهم ونسائهم ولم يعصوني في ما آمرهم به، وأنا لا أعرف صنعة ولا أحفظ قرآنا ولا نحوا ولا فقها، فلو أسلمت لدرت في الأسواق أتكفف الناس، فمن الذي يطيب نفسا بهذا؟!

<<  <   >  >>