يظهر أيّ تعليق على إنجيل مرقس حتى القرن السادس ميلادي، ولم يظهر تعليق تال له حتى القرن التاسع". فقوم يتركون أحد أناجيلهم القليلة دون تعليق هذه المدة الطويلة، من المحال أن يقدّموا تفسيرا شاملا سليما للنصوص المقدّسة المتنازع في فهم معناها ومؤاداها.. فكيف يعتبرون" مراجعا".. و" فاقد الشيء لا يعطيه!!! "
وإن أصرّ المعاند على وجوب الاستئسار لمذاهب أئمة الكنيسة وحرمة مخالفة قولهم أو مجانبة فهمهم، فليخبرنا عن موقفه مما نشره موقع BBC العربي بتاريخ ٢٧- ١٢- ١٩٩٩ عن أحد استطلاعات الرأي في بريطانيا:" أظهر استطلاع للرأي في بريطانيا أن غالبية الشخصيات البارزة في المجتمع البريطاني بمن فيهم كبار رجال الدين المسيحي لا يؤمنون بأن الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام.
وقد أعرب ثلاثة فقط من بين ١٠٣ من رجال الدين المسيحي شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم في صحة رواية خلق العالم التي وردت في التوراة والإنجيل. "!!
فها هي غالبية الآباء، تتنكّر للكتاب المقدّس رأسا، فهل تراك تقول بقولهم وتنهج نهجهم وتحذو حذوهم.. أم أنّك" سترتد" إلى إعمال عقلك وتقليب فكرك في ما تقرأ وتسمع؟!!
ثم نضيف.. بأنّ البابا ألكسندر بابا الكنيسة كان يؤمن بنبوّة محمد صلى الله عليه وسلّم وذاك ظاهر من قوله- في ما نقله عنه الشيخ رحمة الله الهندي في" إظهار الحق" في كتابه" بدنيد" طبعة لندن لسنة ١٨٠٦ الصفحة ٣٠٣: " يا محمّد إنّ الحمامة عند أذنك".. ومعلوم أنّ" الحمامة" يقصد بها هنا: أمين الوحي جبريل عليه السلام، كما هو ظاهر من قصة تعميد يوحنا المعمدان للمسيح عليه السلام (متّى ٣: ١٦، مرقس ١: ١٠، لوقا ٣: ٢٢) .