(أبيداثا) ، وأقام هو وإخونه في جبل سيناء، ودعوا لأنفسهم جميع الناس، وجلبوهم لدينهم، وأطلقوا عليهم إسم كريستيانا. "
ويقول الصابئة في شأن حياة المعمدان: " ولد يحي يوحنا حوالي سنة ٣٤- ٣٦ قبل الميلاد (حسب التراث المندائي) وحوالي سنة قبل الميلاد (حسب التراث النصراني) . وذكر أيضا بأنّه ولد في سنة ٦ أو ٧ قبل الميلاد. وأنّ التقويم الصابئي المندائي المستعمل حاليا والذي يسمّى أيض بالتقويم اليحياوي (نسبة إلى يحي) يبدأ من مولد هذا النبي. مع العلم أنّ المندائيين يحتفلون بعيد ميلاده في ٢٣ أيار) في عيد يسمّى" دهفة اد ديما"، ولو أنّ هنالك رأي لبعض رجال الدين المندائيين يقول بأنّ هذا اليوم ليس عيد مولده وإنما هو يوم تقبّله للصبغة الأولى (التعميد) ، فلذلك يسمّى هذا اليوم شعبيا عند المندائيين ب" عيد التعميد الذهبي" والذي يتقبّل خاصة الأطفال الصغار التعميد المندائي في هذا اليوم. "
أطلق اسم الصابئة على عدة فرق، ولكن يظهر أنّ" صابئة" القرآن، هم هؤلاء الذين يعظمون يحي عليه السلام، الذين يسمّون أنفسهم ب" المندائيين" أي العارفين بالله الحي. وهم اليوم أقلية تقدّر هي حجمها بقرابة مئة ألف مندائي وتوجد في العراق أساسا، وتذكر كتبهم المقدسة أنّ أسلافهم كانوا في فلسطين قبل أن يخرجوا منهم بعد الفتن التي حلّت بها. ويستعمل الصابئة اللغة الآرامية إلى اليوم وهي لغة أهل فلسطين في القرون الميلادية الأولى.
ومما يلاحظ أنّ هناك تشابها كبيرا بين الشعائر والأحكام الإسلامية ونظائرها عند الصابئة، كالوضوء قبل الصلاة، والطهارة من الجنابة، والصوم، ومفسدات الوضوء والصلاة، وتحريم الربا والمسكرات ولحم لخنزير والدم والغيبة والنميمة، وإباحة تعدد الزوجات ...