ذاهب إلى الآب ولن تروني، وأما على الدّينونة فلأنّ سيّد هذا العالم أدين وحكم عليه. عندي كلام كثير أقوله لكم بعد، ولكنّكم لا تقدرون الآن أن تحتملوه. فمتى جاء روح الحق أرشدكم إلى الحق كلّه، لأنّه لا يتكلّم بشيء من عنده، بل يتكلّم بما يسمع ويخبركم بما سيحدث. سيمجّدني لأنّه يأخذ كلامي ويقوله لكم. وكلّ ما للآب هو لي، لذلك قلت لكم: يأخذ كلامي ويقوله لكم. بعد قليل لا ترونني، ثم بعد قليل ترونني. "
كلمة" المعين" هنا ترجمة لأصل مفقود، لكن البحث والتنقيب عن المعاني الخفية كشفا لنا الحقيقة التي كادت توأد على أيدي الكتبة والرهبان.
لقد سارت التراجم العربية في القرون الأخيرة على اعتماد كلمة" المعزّي" مقابل الأصل اليوناني المتأخر المتاح" باراكليتوس". وهذه الكلمة في النصّ العربي في ترجمتنا هي" المعين".
جلّ التراجم العربية الأخرى، والتراجم الإنجليزية والفرنسية تفضّل كلمة" المعزّي" على غيرها من الكلمات. وقد كانت النصوص العربية في القرون السابقة تذكر في نصّ إنجيل يوحنا كلمة" فارقليط" بدل كلمة" معزّي" أو" معين"- عندنا- أو" محامي" أو" مدافع"، دون تعريبها، كطبعات الكتاب المقدس لسنة ١٥٩١ م (رومية) ، وسنة ١٦٧١ م (طبعة البروباغندا) ، وسنة ١٧٧٦ م (طبعة دير يوحنا الصابغ) ، وسنة ١٨٢١ م، وسنة ١٨٢٣ م، وسنة ١٨٣١ م، وسنة ١٨٤٤ م وترجمة الخوري يوسف عون، وهو ما يشعر أنّ هذه الكلمة اسم علم لا صفة لشخص، إذ حوفظ على اللفظ الأجنبي دون تعريبه، ولو أنّه كان صفة لعرّب بصورة آلية، علما بأنّ أوّل طبعة عربية ذكر فيه لفظ" المعزّي" بدل" الفارقليط" هي طبعة ١٨٢٥ م و ١٨٢٦ م!!!!