للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رأيتم حتّى يقوم ابن الإنسان من بين الأموات فسأله تلاميذه:

«لماذا إذن يقول الكتبة إنّ إيليا لا بدّ أن يأتي قبلا؟ " فأجابهم قائلا: «حقّا، إنّ إيليّا يأتي قبلا ويصلح كلّ شيء. على أنّي أقول لكم: قد جاء إيليّا، ولم يعرفوه، بل فعلوا به كلّ ما شاءوا. كذلك ابن الإنسان أيضا على وشك أن يتألّم على أيديهم". عندئذ فهم التّلاميذ أنّه كلّمهم عن يوحنّا المعمدان. "

بل ها هو نبي من أنبياء الله يعلن عدم معرفته بحقيقة النبوءات المتعلقة بالمسيح (!!؟) . فقد جاء في إنجيل يوحنا ١: ٣٣ أن يوحنا المعمدان قال: " ولم أكن أعرفه، ولكنّ الّذي أرسلني لأعمد بالماء هو قال لي: الّذي ترى الرّوح ينزل ويستقرّ عليه هو الّذي سيعمد بالرّوح القدس".

ونحن نقول: أإذا عجز المعمدان عن فهم البشارات الخاصة بعيسى عليه السلام، فترة من الزمان (!!) ، ولم يطعن ذلك في صدقها (نحن نظهر هذا القول من باب التنزّل في الحوار، وإلا فالحقيقة هي أنّ التوراة لم تتنبّأ ببعثة ابن مريم عليهما السلام إلا عرضا، وفي مواطن قليلة) .. فهل يطعن عدم فهم النصارى للنبوءات الخاصة بمقدم النبي الخاتم المنطبقة على محمد انطباق القفاز على اليد في فهم المسلمين لهذه النبوءات؟!

لا يشترط في نبوءات الكتاب المقدس الخاصة ببعثة الأنبياء أن تكون صريحة واضحة لا تحتمل الشك أو العناد كأن تذكر الاسم أو الكنية أو سنة الميلاد ... وذاك واضح من الشك الذي طرأ على الذين تمّ ذكرهم في النقطة السابقة.

وها هو يحي عليه السلام، الذي لم تلد النساء مثله كما هو مذكور في إنجيل متّى ١١: ١١، تنبئ التوراة عن بعثته (على زعم النصارى) في كلمات سائبة، فضفاضة تحتمله كونه هو المعني بها، كما تحتمل أنّ شخص غيره هو المقصد.. فقد جاء في

<<  <   >  >>