للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- يزعم النصارى أنّ في العهد القديم بشارات يبلغ عددها المئات أو الآلاف تحدثت عن جميع تفاصيل حياة عيسى، ولكن إذا نظرنا إلى موقف بني إسرائيل- أصحاب التوراة- من المسيح عليه السلام، لاحظنا، كما تعترف بذلك الأناجيل، أنّ الإسرئيليين لم يؤمنوا بعيسى، وأنهم أنكروا كونه هو المسيح المنتظر، هذا رغم أنهم كانوا في ذاك الزمان في انتظار" المسيح" الذي سيخلّصهم، بزعم أسفارهم، من حال الذلّ والصغار، ليقيم لهم مملكتهم الأثيلة المجد. وهذا المسيح نفسه يقول إنّه قد جاء إلى خاصته لكنّ خاصته لم تقبله (يوحنا ١: ١١) . والشاهد مما ذكرنا هو أنّ البشارة بهذا الآتي كانت موجودة لكن علماء اليهود وأحبارهم كانوا ما بين جاهل بها، ومعاند لحقيقة انطباقها على المسيح رغم علمه بأنّ الحقيقة في غير ما يقول..

وما ذكرناه ينطبق أيضا على موقف علماء اليهود وأحبارهم من بعثة يحي عليه السلام (يوحنا المعمدان) ، إذ جاء في إنجيل يوحنا ١: ١٩- ٢٥: " وهذه شهادة يوحنّا حين أرسل اليهود من أورشليم بغض الكهنة واللّاويّين يسألونه: «من أنت"" فاعترف ولم ينكر، بل أكّد قائلا: «لست أنا المسيح" فسألوه:

«ماذا إذن؟ هل أنت إيليّا؟» قال: «لست إيّاه!» ؛ «أوأنت النّبيّ؟» فأجاب، " لا! " فقالوا: «فمن أنت، لنحمل الجواب إلى الّذين أرسلونا؟ ماذا تقول عن نفسك؟ فقال «أنا صوت مناد في البريّة: اجعلوا الطّريق مستقيمة أمام الرّبّ، كما قال النّبىّ إشعياء! " وكان هؤلاء مرسلين من قبل الفريسيّين، فعادوا يسألونه: «إن لم تكن أنت المسيح، ولا إيليّا، ولا النّبيّ، فلماذا تعمّد إذن؟ "

كما ينطبق أيضا على الحواريين الذين جهلوا هم أيضا انطباق النبوءات الخاصة ب" إيليا" على يحي عليه السلام، فقد جاء في إنجيل متّى ١٧: ٩- ١٣: " وفيما هم نازلون من الجبل، أوصاهم يسوع قائلا: «لا تخبروا أحدا بما

<<  <   >  >>