للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شبهة: بعيدا عن الدندنة والهينمة حول ذكر اسم نبي الإسلام في الكتاب المقدس، نحن نعلن أنه لا يمكن قبول القول ببشارة التوراة والإنجيل ببعثة محمد (صلى الله عليه وسلّم) ، لغموض المعاني التي يدعيها المسلمون من النصوص التي يقرّرون أنّها تتنبأ ببعثة نبيهم (صلى الله عليه وسلم) ... فالخوض في تفسير النصوص المقدسة دون ضوابط محكمة وأصول متقنة هو بحق مزلة العقول ومدحضة الأفهام!

الرد: مصدر الشبهة في هذا الاعتراض هو الزعم أنّ البشارة بالنبيّ الآتي في الكتاب المقدّس لا بدّ أن تكون صريحة، محكمة، مفصّلة، لا تتنازع الأفهام تفسيرها ولا تتضارب في تأويلها، فلا يغشاها طارئ وهم ولا يقربها ظلّ شك..!

إنّ تبديد هذه الشبهة في غاية اليسر لو انّ المعترض تحلّى بالإخلاص وولّى وجهه شطر الحقّ وحطّ الرحل عند باب العدل! .. وهاك البيان في هذه النقاط:

لقد جاء ذكر اسم نبي الإسلام صراحة في الكتاب المقدس، كما أسلفنا توضيحه، وليس بعد ظهور الشمس في كبد السماء لمكابر أن يشكّ في إدبار الليل وإقبال النهار.

وليس يصحّ في الأفهام شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل

إنّ الحقيقة التي يجب أن تستعلن هنا هي أنّ التفسير الصحيح والتأويل السليم والفهم الصائب هو ما كان مجانبا للتكلّف، ملتزما لأصول فهم الخطاب الإلهي على الوجه الوسطى القويم.. ولا اعتبار لبلاغة المتحدّث أو رسوخ علمه باللغات القديمة إذا كان يعوز تفسيره للنصوص وضوح الحجّة وقوّتها، ونزاهة البحث، والاستسلام للحقيقة المتجليّة أمام عينيه سافرة ناصعة.

<<  <   >  >>