للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[حجة الوداع]

(فلما أتت لهجرته- عليه السلام- تسع سنين وأحد عشر شهرا، وعشرة أيام حج عليه السلام حجة الوداع «١» ) ، ويقال لها: حجة الإسلام «٢» ، وحجة البلاغ «٣» ، وحجة الكمال، وحجة التمام وكره «ابن عباس «٤» » / رضي الله عنه أن يقال: حجة الوداع،


(١) عن «حجة الوداع ... » قال الإمام النووي في «شرح صحيح مسلم» كتاب «الحج» ، باب حجة النبي: «هي الحجة التي أداها النبي صلى الله عليه وسلّم بعد أن مكث بالمدينة تسع سنين، حيث أذن في الناس في السنة العاشرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم حاج، فقدم المدينة بشر كثير» اه: صحيح مسلم بشرح النووي. وانظر أيضا: «تاريخ الإسلام وطبقات المشاهير والأعلام» للإمام الذهبي- المغازي- ص ٥٨٣- ٥٩١ تحقيق الأستاذ محمد محمود حمدان، طبع دار الكتب الإسلامية، دار الكتاب المصري، دار الكتاب اللبناني. وانظر «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» لابن حجر كتاب «الحج» ، وكتاب «المغازي» باب حجة الوداع وحول « ... الوداع» جاء في «المواهب اللدنية وشرحها» ٣/ ١٠٤، هي بكسر الواو وفتحها- وسميت بذلك؛ لأنه- صلى الله عليه وسلّم- ودع الناس، وبعد. انتهى. وفي الصحيحين وغيرهما: عن ابن عمر- رضي الله عنهما- كنا نتحدث بحجة الوداع، والنبي صلى الله عليه وسلّم بين أظهرنا، ولا ندري ما حجة الوداع ... الحديث. قال الحافظ: كأنه شيء ذكره النبي صلى الله عليه وسلّم فتحدثوا به، وما فهموا أن المراد وداعه، حتى توفي بعدها بقليل؛ فعرفوا المراد، وأنه ودع الناس بالوصية التي أوصاهم بها: أن لا يرجعوا بعده كفارا، وأكد التوديع بإشهاد الله عليهم؛ بأنهم شهدوا أنه قد بلغ ما أرسل إليهم به فعرفوا حينئذ المراد بقولهم: حجة الوداع. وفي رواية للبخاري، عن ابن عمر «فودع الناس» . وروى البيهقي: أن سورة إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) ... نزلت في وسط أيام التشريق، فعرف صلى الله عليه وسلّم أنه الوداع، فركب، واجتمع الناس فذكر الخطبة. اه: المواهب اللدنية مع شرحها.
(٢) حول تسميتها ب «حجة الإسلام» قال القسطلاني والزرقاني في «المواهب اللدنية وشرحها» ٣/ ١٠٤: « ... سميت بذلك؛ لأنه لم يحج من المدينة، بعد فرض الحج غيرها كما في حديث «جابر» ؛ إنه صلى الله عليه وسلّم مكث تسع سنين لم يحج، ثم أذن في الناس ... » اه: المواهب ...
(٣) حول تسميتها ب «حجة البلاغ» جاء في «المواهب ... » ٣/ ١٠٥: ... ؛ لأنه بلغ الناس الشرع في الحج قولا وفعلا قال المصنف: وتسمى أيضا حجة التمام، والكمال انتهى، أي: بمجموعها لا بكل واحد؛ لنزول قوله- تعالى- الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً [سورة المائدة، من الاية: ٣] ... اه: المواهب ...
(٤) حول قوله: «وكره ابن عباس ... إلخ» . قال الإمام الزرقاني في «شرح المواهب» ٣/ ١٠٥: « ... وكره ابن عباس، أن يقال: -

<<  <   >  >>