للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأربعاء «١» ، وسوى قبره رجل من الأنصار، وهو الذى سوى قبور الشهداء يوم «بدر» ؛ نصب عليه تسع لبنات [ ... ] «٢» نصبا، ورش قبره صلى الله عليه وسلّم ب «قربة» ، بدء من قبل رأسه من شقه الأيمن حتى انتهى إلى رجليه «٣» . واختلفوا في الذين


- أحد؛ كلما جاءت طائفة، صلت عليه؛ وهذا خصوص به صلى الله عليه وسلّم، ولا يكون هذا الفعل إلا عن توقيف؛ وكذلك روي أنه صلى الله عليه وسلّم أوصى بذلك ذكره الطبري مسنا، ووجه الفقه فيه: أن الله- تبارك وتعالى- افترض الصلاة عليه بقوله: صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [سورة الأحزاب، من الاية: ٥٦] . وحكم هذه الصلاة التي تضمنتها الاية ألا تكون بإمام، والصلاة عليه عند موته داخلة في لفظ الاية، وهي متناولة لها، وللصلاة عليه على كل حال؛ وأيضا فإن الرب- تبارك وتعالى- قد أخبر أنه يصلي عليه صلاة المؤمنين، تبعا لصلاة الملائكة، وأن يكون الملائكة هم الإمام، والحديث الذي ذكرته عن الطبري فيه طول، وقد رواه البزار أيضا من طريق مرة: عن ابن مسعود؛ وفيه أنه حين جمع أهله في بيت عائشة- رضي الله عنها- أنهم قالوا: فمن يصلي عليك يا رسول الله؟! قال: «فهلا غفر لكم وجزاكم عن نبيكم خيرا» فبكينا وبكى النبي صلى الله عليه وسلّم فقال: «إذا غسلتموني، وكفنتموني فضعوني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري، ثم اخرجوا عني ساعة؛ فإن أول من يصلي علي، جليسي وخليلي «جبريل» ، ثم «ميكائيل» ، ثم «إسرافيل» ثم ملك الموت مع جنوده ثم الملائكة بأجمعها، ثم ادخلوا على فوجا بعد فوج، فصلوا علي، وسلموا تسليما، ولا تؤذوني بتزكية، ولا ضجة، ولا رنة، وليبدأ بالصلاة على برجال بيتي، ثم نساؤهم أنتم أقرؤا أنفسكم السلام مني ومن غاب من أصحابي فأقرؤه مني السلام، ومن تابعكم بعد على ديني فأقرؤه منى السلام؛ فإني أشهدكم أني قد سلمت على من تابعني على ديني من اليوم إلى يوم القيامة قلت: فمن يدخلك قبرك يا رسول الله؟ قال: أهلي مع ملائكة كثير يرونكم من حيث لا ترونهم. اه: الروض الأنف.
(١) حول دفنه صلى الله عليه وسلّم ليلة الأربعاء قال ابن هشام في «السيرة النبوية» ٤/ ٢٣٦: قال ابن إسحاق: « ... ثم دفن رسول الله صلى الله عليه وسلّم من وسط الليل ليلة الأربعاء، وعن عائشة- رضي الله عنها- جوف الليل ليلة الأربعاء» . اه: ابن هشام. وانظر: «الطبقات» للإمام ابن سعد ٢/ ٧٠- ٧١.
(٢) ما بين القوسين المعكوفين لم أستطع قراءته. «وفي صحيح مسلم، وابن سعد، والبيهقي: عن سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه- قال في مرضه الذي توفي فيه: «ألحدوا لي لحدا، وانصبوا على اللبن نصبا، كما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلّم» وروى البيهقي عن بعضهم، والواقدي: عن علي بن الحسين أنه صلى الله عليه وسلّم نصب عليه في اللحد تسع لبنات. اه: سبل الهدى والرشاد للصالحي.
(٣) حول رش الماء على قبره صلى الله عليه وسلّم قال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» ١٢/ ٣٣٥: « ... روى ابن سعد والبيهقي: عن جابر- رضي الله عنهما- قال: رش على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلّم الماء-

<<  <   >  >>