للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد المطلب) ، فقالت الملائكة «١» : إلهنا وسيدنا، بقي نبيك يتيما! فقال الله- تعالى-: أنا له حافظ/ ونصير. قال- تعالى- أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (٦) «٢» وإنما يتم صلى الله عليه وسلّم لئلا يكون عليه حق لمخلوق، نقله «أبو حيان» في «البحر «٣» » ، وأيضا لينظر صلى الله عليه وسلّم إذا وصل إلى مدارج عزه، وعلو مراقي كرامته؛ فيعلم أن العزيز من أعز الله، وأن قوته ليست من الاباء والأمهات، وإنما هي من الله- تعالى- وليرحم الفقير والأيتام «٤» » .

أخذ الألدا بالرسول ولم يزل ... برسوله الفرد اليتيم رحيما

نفسي الفداء لمفرد في يتمه ... والدر أحسن ما يكون يتيما «٥»

(فلما أتت له صلى الله عليه وسلّم ثماني «٦» سنين) على ما ذكره


- النساء من الاية ٣٣] اه: المعجم الوسيط.
(١) حول قوله: «قالت الملائكة إلهنا ... إلخ» انظر: (المواهب اللدنية) للقسطلاني مع شرحها للزرقاني (١/ ١١٠) .
(٢) سورة الضحى، الاية: ٦.
(٣) قول أبي حيان: «لئلا يكون عليه ... إلخ» ذكره الإمام/ محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان في تفسيره (البحر الحيط) (٨/ ٤٨٥) فقال: «قيل لجعفر الصادق: لم يتم النبي صلى الله عليه وسلّم؟ قال: لئلا يكون عليه ... إلخ» اه/ تفسير البحر المحيط. طبع دار الفكر. وانظر: ما نقلناه من (الكنز المدفون) للسيوطي كما سيأتي تحت رقم: ١. وانظر: المواهب اللدنية للقسطلاني مع شرحها للزرقاني (١/ ١١٠) .
(٤) من أول قوله: « ... وأيضا لينظر صلى الله عليه وسلّم إذا وصل إلى مدارج عزه ... » إلى قوله: « ... والأيتام» منقول بنصه، من كلام الإمام السيوطي- رحمه الله- من الكتاب المنسوب إليه والمسمى ب «الكنز المدفون» أو «الفلك المشحون» ص ٢٨٣، حيث قال تحت عنوان-. فائدة: «لم ربى الله- تعالى- نبينا يتيما؟ قال: لأن أساس كل كبير صغير، وعقبى كل حقير خطير، وأيضا لينظر ... » اه/ الكنز المدفون. طبع مكتبة مصطفى الحلبي بالقاهرة، الطبعة الأخيرة سنة ١٤١٢ هـ ١٩٩١ م.
(٥) بيتا الشعر بحثت عنهما في المراجع المتوفرة لدي فلم أصل إليهما. وقد تقدم بيان ما قيل في (يتم) .
(٦) في بعض نسخ (أوجز السير) «ثمان» بدون ياء، وهذا جائز لغة. وحول وفاة «عبد المطلب» وعمره صلى الله عليه وسلّم ثماني سنين قال ابن إسحق: «فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلّم ثماني سنين هلك عبد المطلب» اه/ (السيرة النبوية) لابن هشام مع (الروض الأنف) للسهيلي (١/ ١٩٥) .

<<  <   >  >>