للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واحذر/ عليه اليهود، فو الله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا، وإنه كائن لابن أخيك شأن؛ فأسرع به إلى بلده، ولا تذهب إلى الروم؛ فإنهم إذا عرفوه بالصفة فيقتلونه «١» .

وأخرج الحاكم «٢» وصححه، والترمذي وحسنه «أن في هذه السفرة أقبل سبعة نفر من الروم يريدون قتله صلى الله عليه وسلّم، لعلمهم بنبوته فاستقبلهم «بحيرى» فقال: ما جاء بكم؟

فقالوا: إن هذا النبي خارج في هذا الشهر، فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناس. قال:

أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس ردّه؟! قالوا: لا. فبايعوه، وأقاموا معه وردّه «أبو طالب «٣» » .

(فرجع إلى مكة) وشب رسول الله صلى الله عليه وسلّم يكلأه الله ويحفظه ويحوطه من أقذار الجاهلية


- وانظر: «تاريخ بغداد» للخطيب ٣/ ٣٠٢١ رقم: (٩٣٩) . وانظر: «الكامل في التاريخ» لابن الأثير ٦/ ٣٨٥.
(١) حديث الواقدي أخرجه الإمام ابن سعد في «الطبقات الكبرى» ١/ ٧٦ بلفظ: أخبرنا محمد بن عمر قال: لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلّم اثنتى عشرة سنة، خرج به أبو طالب إلى الشام في العير التي خرج فيها للتجارة، ونزلوا بالراهب «بحيرى» ، فقال لأبي طالب في النبي صلى الله عليه وسلّم ما قال: وأمره أن يحتفظ به، فرده «أبو طالب» معه إلى مكة اه: الطبقات.
(٢) من الملحوظ على المؤلف- رحمه الله- تقديمه المستدرك للحاكم على جامع الترمذي أحد الكتب الستة.
(٣) الحديث أخرجه الإمام/ الترمذي في «جامعه» كتاب «المناقب» ، باب ما جاء في بدء نبوة النبي صلى الله عليه وسلّم [٥/ ٥٥٠ رقم: ٣٦٢٠] بلفظ: «عن أبي موسى الأشعرى قال: خرج أبو طالب إلى الشام، وخرج معه النبي صلى الله عليه وسلّم في أشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب، وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم، ولا يلتفت. قال: فهم يحلون أرحالهم، فجعل يتخللهم الراهب حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين يبعثه الله رحمة للعالمين، فقال له أشياخ من قريش: ما علمك؟! قال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدا، ولا يسجدان إلا لنبى، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، ثم رجع فصنع لهم، طعاما، فلما أتاهم به، وكان هو في رعية الإبل، قال: أرسلوا إليه، فأقبل وعليه غمامة تظله، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه، فقال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه. قال: فبينما هو قائم عليهم يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم؛ فإن الروم إذا عرفوه بالصفة فيقتلونه، فالتفت فإذا هو بسبعة قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم فقال: -

<<  <   >  >>