للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنشدني أبو عبد الله بن خميس وحكي لي، قال: لمّا وقفت على الجزاء الذي ألفه أبن سبعين، يعني أبا محمّد عبد الحق بن أحمد بن إبراهيم بن نصر، وهو الذي سماه بالفقيرية، كتبت على ظهره:

الفقر عندي لفظ دق ... معناه من رامه من ذوي الغايات عناه

كم من غبي بعيد عن تصوره ... أراد كشف معماه فعماه

وأنشدنا شيخنا الأستاذ أبو عثمان بن ليون غير مرة، قال: سمعت أبا عبد الله بن خميس ينشد، وكان يحسب انهما له، ويقال انهما لأبن الرومي:

رب قوم في منازلهم ... عررٍ صاروا بها غررا

ستر الإحسان ما بهم ... ستري لو زال ما سترا

ثم قال أبن خاتمة بعد الكلام: وقد جمع شعره ودونه صاحبنا القاضي أبو عبد الله بن إبراهيم الحضرمي في جزء سماه: " الدر النفيس من شعر أبن خميس "، وعرف به صدر الجزء. وقد نقلت منه هنا: وقدم أبو عبد الله بن خميس المرية سنة ست وسبع مائة، فنزل بها في كنف القائد الحاضر بها حينئذ، أبي الحسن بن كماشة، من خدام الوزير أبي عبد الله أبن الحكيم، فوسع له في الإيثار والمبرة، وبسط له وجه الكرامة طلق الأسرة؛ وبها قال في مدح الوزير أبي عبد الله بن الحكيم قصيدته التي أولها:

العشى تعيا والنوابغ ... عن شكر أنعمك السوابغ

ووجه بها إليه من المرية. ومنها:

ودسائع أبن كماشة ... مع كل بازغة وبازغ

<<  <  ج: ص:  >  >>