للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تأتي بما تهوى النغا ... نع من شهيات اللغالغ

ويقال إ الوزير أبا عبد الحكيم اقترح عليه أن ينظم له قصيدة هائية فابتدأ منها مطلعها وهو قوله:

لمن المنازل لا تجيب هواها ... محيت معالمها وصم صدها

وذلك في أواخر شهر رمضان من سنة ثمان وسبع مائة. ثم لم يزد على ذلك إلى معناه وقد آذن أولاه بحضور أخراه فكانت وفاته بحضرة غرناطة قتيلا ضحوة يوم الفطر مستهل شوال سنة ثمان وسبع مائة وهو أبن نيف وستين سنة وذلك يوم مقتل مخدومة الوزير أبي عبد الله بن الحكيم أصابه قاتله لحقده على مخدومه. ويقال إنه لمّا هم به قاتله قال له: أنا دخيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يلتفت إليه وجعل يجهز عليه فقال له: لم لم تقبل الدخيل بيني وبينك؟ فكان آخر ما سمع منه: أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله؟ ثم أنّه استفاض بذلك من حال القاتل أنّه هلك قبل أن يكمل سنة من حين قتله من فالج شديد أصابه فكان يصح ويستغيث: أبن خميس يطالبني أبن خميس يعذبني أبن خميس يقتلني. وما زال الأمر يشتد به حتى قضى نحبه على تلك الحال.

نعوذ بالله من المورطات ومواقعات العثرات. انتهى كلام أبن خاتمة.

وحكى غيره أنَّ تلك القصيدة نظمه ليهنئ بها أبن الحكيم في ذلك العيد الذي قتل فيه فلم يقدر على زيادة شيء فلما قتل كتب بعضهم بعد قوله: لمن المنازل لا تجيب هواها لابن الحكيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>