للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل قصرت هممهم على طريق تحصيل القرآن، ودرس التهذيب فقط. نعم أخذوا شيئاً من مبادئ العربية من أهل الأندلس، القادمين عليهم من يبتة وغيرها، باستدعاء ملوك بني مرين. قال: ولهذا لم يتصدر من الفاسيين من يقرئ " الكتاب " كما هو متناول بين أهل الأندلس، مثل ابن أبي الربيع والشلوبين وغيرهما، لوجود ملكة النحو في قطر الأندلس، بسبب رحلة علمائها إلى تلقيه من أربابها بالمشرق، كما ارتحل أعلامهم إلى بغداد في تحصيل الفقه من الابهري، وكذا يحيى بن يحيى عن مالك، وغير واحد وكذلك علوم الحديث وغيره، كرحلة الإمام الحافظ أبي بكر بن العربي.

ولمّا كمل غرض أبي عنان، كبير ملوك بني مرين، من بناء مدرسته بالمتوكلية بفاس، وكل بعيد الصيت في علو الهمة، قال انظروا من يقري بها الفقه، فوقع الاختيار على الشيخ الصرصري الحافظ، ولمّا جلس بها واتسع صيته، وجه إليه أبو عنان المذكور من يسأله في مسائل التهذيب، التي انفرد باتقانها وحفظها، وطالبه بتحقيق ذلك وإتقانه، وحسن تلقيه، ولا أدري المنتخب له: هل هو أبو عيسى موسى ابن أبي الإمام المذكور آنفا، أم السيد الشريف أبو عبد الله شارح " الجمل "، المتقدم الذكر، أو هما معا، فطالباه بتحقيق ما أورده من المسائل عن ظهر قلب، على المشهور من حفظه، فانقطع انقطاعا فاحشا، ولمّا أضجره ذلك نزل عن كرسيه، وانصرف كئيبا، في

<<  <  ج: ص:  >  >>