للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وإنما ذكرت هذه القضايا تنشيطا للناظر، وتحميضا للذاكر، ولم نزل نسمع من أئمتنا ومن ذكرنا، في مجالي دروسهم، ما يشبه ما ذكرناه من آثار السلف لمّا في ذلك من تقوية باعث الطالب على كيفية التحصيل والدرك، والجد في إدراك أسبابه، وأخذ العلم من أربابه، والولوج إليه من بابه.

وكان الإمام المازري رحمه الله كثير الحكايات في المجلس، ويقول: هي جند من جنود الله، حتى كان لا يخلي مجالسه منها.

تنبيه: إياك أن تظن القصور بمن تصدى للتقييد على " التهذيب "، من طلبة الشيخ أبي الحسن، وكذا من تلاهم من طلبة الشيخ أبي زيد عبد الرحمن الجزولي، ويقرع سمعك ما أفتى به الشيوخ، ومن له في العلم الرسوخ، أنَّ تقاييد " التهذيب " و " الرسالة " لا يعول عليها في الإقراء، ولا يوثق بشيء منها في الفتيا، وأنَّ من عول عليها في الإقراء يرد المراتب.

فاعلم شرح الله صدرك، إنَّ القوم كانوا أهل صلاح وورع، وجد في طلب الفقه، وإفراط حرص ومثابرة على درس " التهذيب "، وحفظ ما يتعلق به من النصوص فقط، فبنى كل واحد في تقييده على ما سمعه من الشيخ، وما ناسب اجتهاده ونظره ومن تقايد الفقهاء، مثل ابن يونس، واللخمي، والتنبيهات، وابن رشيد واختلف رأيهم في ذلك، فمنهم الموجز، ومنهم المطنب، وباب الفتيا باب احتياط، فلا بد للمفتي من مباشرة الكتب المروية، والأمهات الأصلية، ولا ينبغي له الاقتصار على الواسطة، إذ لا يؤمن من خلل أو تصحيف، لفقد

<<  <  ج: ص:  >  >>