ليسلم على الحواط، فأمر بالترسيم عليه، وأخبره بالمرسوم، ثم أرسل طلب نقيبها أيضاً، فامتنع، فأكد الطلب عليه، فلما حضر قرأ عليهما المرسوم، قامتثلا، فرسم عليهما وأخرجهما من القلعة، ووضع في القلعة نائب البيرة دولات باي، قيل وطلب أيضاً الأمير الكبير ليرسم عليه لكونه من جهة الدوادار، وتحقق الناس أن أمر الدوادار آل أمره إلى الهوان به لقلة محبيه في جميع البلاد، لكثرة ظلمه أيام حكمه.
وفي ليلة السبت ثاني عشره ثارت زعر ميدان الحصى، وزحفت على أهل الشاغور، وكان الوقعة بمحلة مسجد الذبان، وارتجف الناس فوق ما هم فيه من الخوف من الوباء، وقلة الحكام، وكثرة الظلم، وقوة الأخبار المخوفة، واستمر الهواش بينهم إلى قريب ثلث الليل، ثم أصبحوا كذلك، والبشائر التي تقدم ذكرها تدق، ثم كثر الشر بينهم وزحف أهل الشاغور على السويقة المحروقة بالنشاب والهدم إلى قريب الظهر، فجاءت خيل الترك الذين بدمشق، كالحواط وأمير كبير، فحالوا بينهم، وبعد ثلاثة أيام صالحوا بينهم وسكن الشر بعض سكون.
وفي هذه الأيام احتاج الناس إلى تتميم البوابات والتدريبات التي كان النائب المتوفى أمر برسمها، فلما مات بطل الاهتمام بها، والآن شرع الناس في إتمام أمرها، سيما لما جاء الخبر بقتل أتابك العساكر المصرية تمراز، وهروب نائب غزة قرقماس، الذي كان حاجباً بدمشق، إلى الرملة، وأخذ نائب صفد برد بك، الذي كان دوادار السلطان بدمشق، قلعة صفد من نائبها بالحيلة، ليتقوى بها على قتال الدوادار.
واجتمع شيخ بلاد نابلس ابن إسماعيل عدو الدوادار، وجميع العشير الطائع للسلطان، على مكان يخرج منه الدوادار من غزة ليحصروه للقتال، وقد اجتمع على الدوادار بغزة العصاة وقطعوا طريق مصر، وكان أول دخوله غزة ضعيفاً، ولو ثبت نائبها كان ظفر به، وكفى الناس شره وتحدث الناس أنه على عدم ثباته وفيها رجع إلى بيته بدمشق حان بلاط، الذي كان أمير الحاج بدمشق، وهو مجروح، ونم عليه أن كان حاملاً صنجق الدوادار، فطلب ورفع إلى القلعة.
وفي يوم الجمعة ثامن عشره ورد مرسوم شريف على الحواط بالقبض على الخاصكي، الذي كان أتى بالقلعة للنائب في حال ضعفه وأظهر أنه كاشف الأوقاف، فمسك ورفع إلى القلعة. وفيه شاع أنه رسم بأن يبعث وراء أركماس نائب حماة، والسواري نائب حمص،