للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى مصر ودخلها، وفوض إليه الأمرية الكبرى على عادته.

وفي صبحة يوم الاثنين خامس عشرينه ركب العصاة أيضاً وأتوا إلى الطائعين من جهة قصر حجاج، فخرج أهل المدينة والطائعون عليهم، فردوهم على أعقابهم، وقتل منهم وجرح جماعات كثيرة، فعادوا إلى جهة ميدان الجامع الصابوني، فلم ينالوا أيضاً مراداً، ثم عادوا، أو غالبهم إلى جهة قصر حجاج أيضاً، فعاينوا القهر البليغ، ثم أشاع بعضهم عن بعض اليحياوية الطائعين أنه طلب الصلح، فطمع العصاة، سيما الدوادار، وأسمعه الطائعون من السور كلاماً سيئاً، ثم رجعوا إلى القتال بعد المغرب، ثم تفرقوا.

وفي صبحة يوم الثلاثاء سادس عشريه أتت الطبلخاناه إلى قبالة الطائعين، ثم رجعت وترك القتال وأمن بعض الناس، ثم أرسل العصاة إلى القلعة رسولاً للصلح بشرط أن يرسل إليهم برد بك نائب صفد، وأركماس نائب حماة، فقتله الطائعون قتلاً شنيعاً.

وفي صبحة يوم الأربعاء سابع عشريه ركب العصاة أيضاً، وأتوا في أمر شنيع مهلك، وداوروا الطائعين من جهات عديدة، ومن جهة قصر حجاج، ومن الميدان، وغير ذلك، فكبت منهم خلق كثير قتلاً وجرحاً، ونزل نائب القلعة منها بنفسه واستوحى العوام، وقاتلوا قتالاً شديداً حتى ظهرت النصرة للطائعين، ثم رجع العصاة بعد المغرب مكبوتين مغلوبين.

وفي يوم الخميس ثامن عشريه ركب الطائعون، وقد ألبس الأمير الكبير يلباي نيابة الغيبة، وحضر الجميع واستعدوا للقتال، فلم يحضر من العصاة أحد؛ وشاع بدمشق أن الدوادار شرع في عمل مكحلة كبيرة تحمل على عجلة تجرها البغال، ونادى الطائعون بالأمن والأمان للناس كافة، سيما أهل ميدان الحصى، والقبيبات، وأن من أتى منهم إلى عندنا أكرم، ولم يؤاخذ بما مضى، ومن تأخر عن ذلك فلا يلومن إلا نفسه.

وفي يوم الجمعة تاسع عشريه استعد الطائعون أيضاً للقتال، فلم يحضر أحد من العصاة.

وفي يوم السبت سلخه كذلك.

وفيه أرسل الطائعون على لسان القضاة والعلماء، مع قاصدين لهم، مراسيم شريفة سلطانية بتولية نيابة الشام لكرتباي الأحمر، وأنك يا أينال الفقيه إن كنت طائعاً فلا تقاتل فقد عزلت، وإن كنت عاصياً فأعلمنا حتى ننظر، كذا قيل.

وفي يوم الأحد مستهل ربيع الآخر منها، دقت البشائر لعزل أينال الفقيه، وتولية كرتباي

<<  <   >  >>