قبلي مما قبر عاتكة شرقي الشويكة، على الجانب الغربي والشمالي من بستان الصاحب، وهو جامع حسن نزه أخذه من بيته وجعله جامعاً، ووقف عليه جهات عديدة؛ وخطب بالجامع المذكور شمس الدين البيضاوي الشافعي.
وفي يوم السبت ثالث عشره سافر تاني بك قرا. وفي يوم الأحد خامس عشره طلع طلب الدوادار وقت الغداء متوجهاً للقصير، وطلع هو بباقي العسكر قبيل العصر، ومعه القضاة والحاجب وناظر الجيش وابن منجك ويونس بن مبارك وابن شاد بك وإسماعيل الحنفي؛ وألبس الحاجب خلعة بطرفين على عادة السلطان، ولناظر الجيش وابن منجك وابن المبارك وابن شاد بك وإسماعيل الحنفي.
وفي يوم الاثنين سادس عشره دخل نائب القلعة وصلاح الدين العدوي بخلعتين من عنده، وأخذه مع المحتسب برددار، وجعل مكانه مملوكاً من جماعته نيابة عنه.
وفي يوم الثلاثاء سابع عشره قيل إن قاضي مصر الشافعي وقاضيها المالكي، أعادهما السلطان بعد أن كان انحرف عليهما بسبب ما.
وفي يوم السبت حادي عشريه شاعت الأخبار بأن السلطان شنق ابن المقسي ناظر الخاص بالقاهرة، وابن البقري شيخ بلاد مصر، على مال تجمد عليهما. وفيه خرب بيوت بنات الخطا بحارة البغيل، بين جامع التوبة وجامع الجديد، بعد أن اشتريت القيسارية من ابن الصقر التاجر بمبلغ أشرفية ثلاثين، ثم انتقلت بنات الخطا إلى جوار المدرسة اليونسية بالشرف الأعلى بإشارة ابن الدواداري الشرابدار وابن الخياطة الوالي، بعد أن نقلوا الناس من بيوتهم أسكنوهن.
وفي يوم الاثنين ثالث عشريه توفي تقي الدين أبو بكر البقاعي، الساكن جوار مدرسة الصابونية الشافعي، وكان كبير الطائفة البقاعيين الساكنين هناك، ومستشارهم، ذكر أنه تمخول ومات بها - وفيه اجتمع خلق كثير بسبب الخمارات وغيرها بالمشهد من الجامع الأموي - وذكر عن ابن رمضان الشاهد بخارج باب الجابية كلام في حق الطائفة الفقراء، فأحضر للمشهد، وأنكر بعد أن عنف بكلام كثير، فتاب واستغفر ما وقع منه - وفي يوم الجمعة سادس عشريه لبس الموفق العباسي خلعةً للاستمرار، وطلب إلى عند الدوادار الكبير إلى حمص، وأن يأخذ معه ديوان الجيش ويسافر به يوم تاريخه بعد الخلعة.