للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقي الدين بن قاضي عجلون ذهب إلى عنده ببيروت، وجالسه وحادثه، ولا قوة إلا بالله، ثم شاع بها بعد ذلك أنه دخل صيدا وشوش على قاضيها، وأمره أن يضبط له جهات ابن الحنش الهارب، ثم شاع بعد ذلك بها أنه أتى إلى دير زيتون وهو مفطر لم يصم، بل قيل ويشرب الخمر.

وفي يوم الأربعاء عشرينه، وهو أول أيام شهر الورد، بعث القاضي الشافعي دوادار الناصري بعدة أحمال بغالية هدايا، من قراصيا وسكر وتحف سنية إلى دير زينون للنائب.

وفي هذه الأيام خلع بأمرة الحاج على أبي قورة القجماسي.

وفي السبت ثالث عشريه أتى مهمندار النائب إلى بيت القاضي الشافعي، ومعه عدة نقباء من جماعته، واجتمع بالشافعي، ثم خرج ليركب، وإذا بالشهاب بن بري قد أتى من شرقي بيت الشافعي داخل البوابة، فقبض جماعة المهمندار عليه قبضاً منيعاً شنيعاً، ونزل المهمندار وساعد على قبضه، وذهبوا إلى باب المدرسة البادرائية، وأوصلوه إلى دوادار النائب، واحتفظوا عليه، قيل ووضع في زنجير وسيخ وضيق عليه، وأظهروا أن ذلك بمرسوم؛ وظن الناس أن النائب يريد مصادرته في ماله، بإشارة بعض السعادة كابن مصطى.

وفي بكرة يوم الأحد رابع عشريه وصل النائب إلى دمشق، ودخل دار السعادة على حين غفلة، فركب القضاة الكبار، وذهبوا للسلام عليه والتهنئه بالسلامة من سفره، وظن الناس أن القاضي الشافعي لا يرحع إلى بيته إلا بابن بري المذكور، وأنه يخصه مما هو فيه، فكلم الناس فيه، فأظهر له مرسوماً بالشكوى عليه، وأنه يقبض ويحرز فرجع الشافعي والقضاة، ولم يفلت.

وفي هذا اليوم شاع أن مهتارا دخل مع جماعة النائب إلى دمشق، ووعاء الخمر قدامه ظاهراً، وفيه الخمر؛ وأن ابن قاضي القضاة ابن المزلق المحبوس بمسجد الملك الأشرف، بدار السعادة، حبس الفرنح عنده في المسجد المذكور من مدة، وهم يشربون الخمر في رمضان بالقرب منه، وتأوه له الناس لأمور، منها عجزه عما صودر به.

وفي هذه الأيام شرع النائب في عمارة واسعة، إيوان وغيره، باصطبل دارالسعادة، وأضاف إليها أملاك الناس التي حوله، كحارة المغاني وغيرها.

وفيها أخرج ابن إسماعيل، وابن شبانة، وغيرهما من المقدمين، من القلعة، وأعيدوا إلى الاصطبل في جنازير.

<<  <   >  >>