القاضي الشافعي إلى زين الدين بن المزلق، الذي كان فوض إليه النجمي ابن الشيخ تقي الدين، ولامه الناس لجهله. وفي هذه الأيام وصل نقيب قلعة حلب إلى دمشق، وقد فوض إليه دوارداية السلطان بدمشق، واسمه علي باي من مماليك السلطان، ولبس خلعته.
وفي يوم الجمعة عاشره دخل إلى دمشق ابن الأمير ابن ساعد، كبير البر، وحوران، وعجلون، وصحبته الشيخ محمد الصمادي، بالطبول الصمادية، وتلقاه جماعة، طالباً من النائب العفو والإعانة له من السلطان، وقدم للنائب خيولاً وغيرها، فخلع عليه وأكرمه، وأمر الأمراء بإكرامه.
وفي يوم الثلاثاء حادي عشريه سافر من دمشق إلى مصر أردبش، الدوادار الكبير للنائب، وخشقدم خازنداره، من كثرة الشكاوى عليهما؛ وكان طلب معهما التقوى أبو بكر بن شعبان الرجبي، الدوادار الثالث للنائب، وموقعه الشويكي، فراجع لهما النائب.
وفي يوم الأربعاء ثاني عشريه ورد الخبر من مصر بعزل الحاجب الكبير يخشباي من الحجوبية، لكون صهره دولتباي مات بمصر، وإنما كان يكرم لأجله، وإلا فهو غير مقبول عند الترك، لكون اسمه غالباً لغالب أرباب الوظائف، حتى السلطان، وهو يعرف ذلك من نفسه، لأنه يعرف قاعدة الغالب والمغلوب. وفي يوم الجمعة رابع عشريه وصل من مصر متسلم الحاجب الجديد عوضه، برد بك تفاح، الذي كان عزل من الأمرة الكبرى بدمشق.
وفي ليلة السبت تاسع ربيع الآخر منها، تعامل خازندار كيس، الذي للنائب، مع البواب وجماعة أخر، قد بربكوا بربيكة مع النساء واختفوا، وكثرت القلاقل بسبب ذلك؛ والنائب مستمر بوجع اليد من السقطة المتقدمة، ثم ظهروا عند نائب صفد جان بردي الغزالي مستجيرين به.
وفي هذه الأيام شاع بدمشق أن الأمير سودون العجمي، الذي كان تولى نيابة دمشق، ولم يدخلها، ثم تولى أمرة مجلس، قد تعين يومئذ للأمرة الكبرى، عوض قرقماس المتوفى؛ وأن الدوادار الكبير طومان باي بمصر، قصد حج بيت الله الحرام، وأرسل يستعمل آلاته.
وفي يوم الأربعاء ثالث عشره سافر القاضي الشافعي للدورة على بلاده. وفي ليلة الجمعة خامس عشره سافر تاج الدين بن الديوان، عداد الغنم، من دمشق إلى البلاد الشمالية.
وفي ليلة السبت سادس عشره أرسل حاجب جانباي البدوي تعاون على عرب آل بياض، فأرسلت سرية فأخذتهم، وجابت منهم مالاً كثيراً.