" وبعد هذه الفتوحات العظمى، أردنا أن نعلم جميع رعايانا، سكان ممالكنا الشريفة، بذلك، ليأخذوا حظوظهم من هذه البشرى، ويبتهلوا إلى الله تعالى بالأدعية الصالحة بدوام دولتنا الشريفة، ويدقوا البشائر ويعلنوا التهاني، ويرموا بالبارود في القلعة المنصورة، ويعلموا بذلك أطراف البلاد ومقدميها، ليكونوا مسرورين بهذه البشرى، وكتب في أوائل المحرم، بمنزلة جزيرة بولاق، انتهى ".
وأعظم من هذا المرسوم، المرسوم الذي جهزه ملك الروم المذكور من مدينة تبريز، بعد أن كسر سلطانها الخارجي إسماعيل الصوفي وملكها، وهو:
" نحمده حمداً كثيراً على أن من علي بالفتح الأكبر والنجح الأزهر، والنصر الأشهر، واليمن الأنصر، والعز الأشهق الأسنى، والفوز الأتم الأنمى، والسعد الأحمد الأجدى، وهو الفتح الذي يفرح برؤياه مهاب الفتوح، وتلوح تباشير بشراه في لوح الدهر لكان مؤمن، فيتلقاها، بالوجه السافر والصدر المشروح ".
" ونصلي تصلية دائمة على ناسخ كل ملة، وفاسخ كل نحلة، المبعوث بعد امتداد من الفترة، واشتداد من الهترة، وانقطاع من الهداية والدلالة، واتساع من الغواية والضلالة، محمد المجتبى من أفخر القبائل، والمصطفى من أطهر الفضائل، وعلى آله وأصحابه الذين هم ولاة الخلق، ورتقة الفتق، وغرر السبق، وفتحة الغرب والشرق، منهم من رد ردة المرتدين من إسلامها، ومنهم من أزال أرجل الأكاسرة عن أسرتها، وتيجانها عن هامها، ومنهم الأشداء على الكفار، الأسداء إذا زاغت الأبصار، ومنهم الساجدون، والراكعون، ومنهم السابقون والتابعون؛ وسلم تسليماً دائماً ما هبت الصبا؛ واختلف الصبح والمسا ".
" وبعد، فإنا أرصدنا هذه المفاوضة الشريفة إلى الحضرة العلية للأعلمية والأهملية، والأورعية الأروعية، الأكملية الأفضلية، الأعدلية الأكرمية، والأفخمية الأعظمية، العونية الغوثية الغياثية، وهو الذي جمع المحاسن كلها، واستولى على المفاخر قلها وجلها، وألقت إليه المعالي مقاليدها، وأرجعت إليه أخبار المكارم أسانيدها، حامي الحرمين المكرمين، المبجلين المعظمين، كهف المظلومين، ملاذ الملهوفين، نصير الإسلام والمسلمين ظهير أمير المؤمنين ".