" أعز الله أنصاره؛ وضاعف اقتداره، وأيد دولته، وأجزل من الخيرات همته، ولا أخلى من نعمه رياضها ممرعة؛ وحياضها مترعة، وحدها.
... ،... ها متمهد، وظلها ظليل، وحظها جزيل، ولا زالت الآمال به منوطة، ويده بالمكارم مبسوطة، وما برح لقوام المجد قواماً، وللزمان ابتساماً، ما قرت الأرض قرارها، وأبقت الأفلاك مدارها، تهدى إليه سلاماً، تشحن كتائب لطفه حواشي الحشا، ونواحي الصدور، وتسكر جموع الأسى وتكثر طلائع السرور، وتبدي لعلمه الكريم أن الرجل الجافي المدعو بإسماعيل الصوفي قد خرج من جيلان، واجتمع على الملاحدة وأحزاب الشيطان، فسار معهم إلى سروان، ودخله غضباً، وأوسعه نهباً ثم هجم أذربيجان عنوة، فنال منها حظوة ".
" ثم استولى على ممالك الشرق يوماً فيوماً، قد ناب من استلامهم خطة خراسان، التي هي سرة بلاد إيران ما تاب، وأصاب ديار البوارات ما أصاب، نزع الله الرأفة من قلوبهم، فنقلها إلى عدو لهم، وعذب بهم ما يريده من تعذيبهم، واشتعلت نار جملتهم في فحم ذنوبهم، وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون، وأمدهم في طغيانهم يعمهون، رفعوا التكليفات، وحفظوا الشرعيات، وقد تعين الجهاد على كل مسلم، ولم يكن أحد يكون له هذا الحلم غير متألم، فيتصدى لدفعهم ملوك الإسلام، فأنقموا منهم وما بلغوا المرام ".
" من حارب هذا العدو الكافر، ما غُلب بل غَلب، ومن صادف ذاك الغوي الفاجر، ما سُلب بل سَلب، فعجز الناس وتبرأوا من اعتداد العدة والغدر جرى على كل لسان لكل قوم مدة، فأظلمت الآفاق من غياباتهم، وأشفق الإسلام من نكاياتهم، فنادى بلسان الحال كل قوم: أين المؤدون فرض الجهاد المتعين، وأين المهتدون في تهييج الرشاد المتبين ".
" فلما اقتربت الساعة التي قدر فيها رغم أنفه، وحان ظهور الآية التي جعلت سبباً لهلاكه وحتفه، ألهمنا الله أن نهتم لهذا الأمر الخطير، فإنه من أفرض الهام وأهم الفروض، واختال في صدورنا أن ننفرد في حمل عبء هذا القادم الباهظ بالنهوض، فقلنا إن هذه فضيلة خصنا الله بها، وأسعدنا بسببها، بل هي بلية، جلا علينا وجميع الجهات جموع الجهاد، واجتمع جم غفير ".
" فعبئت العساكر الإسلامية للتوجه إلى بلاد الشرق في زمن الربيع النضير، فعبرنا بعد الاستخارة لله تعالى في شهر صفر، ختم بالخير والظفر، من خليج قسطنطينية، حماها الله عن