وفي يوم الأحد ثامن عشره وصل إلى دمشق من الروم نائب القلعة الجديد القصاب أحمد، ودخل القلعة بغتة، وهو شيخ رومي، كان نائب قلعة قيسارية نحو الثلاثين سنة، على ما قيل، وتوجه المعزول منها إلى النائب.
وفي يوم الاثنين تاسع عشره كانت زفة ختان الوالد محمد بن الأزعر أحمد بن قبعية، الحائك في الكتان، وكانت هائلة، عزم والده فيها الشباب من حارات دمشق وضواحيها، كالشاغور، والقبيبات، وكفر سوسيا، والمزة والقابون وبرزة، وحرستا، واجتمعوا بالصالحية عند الجامع المظفر بالعدد الكاملة، والأقمشة المفتخرة، وأعارتهم الحكام عدة خيول ملبسة، قيل سبعة، وجاءت الحراستة معهم بنقرهم ملبسين، وعمل بعض الحياك له نولاً محمولاً على دابتين، ينسج فيه.
ونزلوا من الصالحية، خلا النول المذكور، على درب الشبلية، وداروا دورة دمشق على باب الجابية، ثم الشاغور، ثم الشيخ رسلان، ثم السبعة، ثم مسجد القصب، ثم حارة المزابل، فوقع بينهم وبين أهلها بسبب أن من في الزفة قيسية، وأهل هذه الحارة يمينة، وبينهما من العدواة ما لا يخفى، فجرح بعض ناس، ولولا لطف الله حصل، بوقوف نائب الغيبة ثمة، لحصل شر عظيم، فحال بينهما، ثم عادوا إلى الصالحية على طريق الجسر، ومعهم الطبول والزمور والمغاني والمخايلة وغير ذلك.
وفيه شاع أن النائب أبطل الكشف على الأوقاف، وعدم التقدم للتعرض لها، حمده الناس على ذلك. وفيه شاع أن ولد سلطان مكة وصل إلى مصر، وألبسه نائبها خير بك خلعة، وعزل لأجله نائب جدة وولي غيره، وتبين أن ما أشيع قريباً من قبل الولد المذكور، والنائب المذكور، غير صحيح. وفيه شاع أن في البحر بين بيروت ودمياط أخذ خمسة مراكب من الأرز بمن فيها، أخذتهم الفرنج.
وفي يوم الخميس ثاني عشريه ولي قاضي البلد للكمال البقاعي القضاء، بحارة مسجد القصب، على مبلغ مائة دينار، كما قيل، وانحر منه القاضي عز الدين بن حمدان لقربه منه.
وفي يوم الجمعة ثالث عشريه جهز قاضي البلد هدية للنائب، وقد قرب مجيئه، وقيل إنه نازل على شقحب، على يد ناظر الأيتام محب الدين الدسوقي، وجماعة من صبيانه، منهم ابن قرا. وفي يوم السبت رابع عشريه عادت الجماعة التي فيهم ابن قرا، وتأخر ناظر الأيتام عند النائب، بتعويق النائب له.