حادي عشرينه صلي بالجامع الأموي على قاضي بلد الجليل، ولم أعرفه. وفيه دخل دمشق عجلا، رأس نوبة النوب بمصر، برسباي قرا الظاهري، في مدة ثمانبة أيام، ولم يعلم أحداً ما جاء لأجله، وهو قاصد البلاد الشمالية.
وفي بعد عشاء ليلة الخميس سابع عشري ربيع الآخر منها، هجم الحرامية بنشاب وغيره، على سوق جقمق، داخل باب الجابية، وأخذوا للنصارى وغيرهم، عدة سبع حوانيت قماشاً وغيره، ثم على سوق البزورية وأخذوا حانوت ناصر الدين الصيرفي على باب القشر ثامن عشريه صلي بالجامع الأموي غائبه قاضي القضاة الشافعية بالقاهرة كان، العلامة أبي السعادات البلقيني، وترجم بأن فيه طيش شديد.
وفي يوم الثلاثاء ثاني جمادى الأولى منها، دخل دمشق من مصر أحد مقدمي الألوف بمصر، تاني بك الجمالي الظاهري، وأحد مقدمي الألوف بها أيضاً أزبك الصغير من خازندار الظاهري، وجماعة آخرون، قاصدين علي دولات. وفي هذا اليوم، وهو سابع عشر أيار، جرى على ألسنة الناس أن المشمش الحموي يسقط من قبة شجره، وقد سبق أوانه بأيام مع برد هذه الأيام، فسبحان من هذا من بعض قدرته. وفي ثالثه دخل من مصر إلى دمشق باش العسكر المصري قبل الظهر، فوقع بدمشق مطر عظيم وبرد كبار، أعظمها نحو الأوقية. وفي يوم الأحد سابعه دخل دمشق رجل جراد عظيمة، ثم ذهبت في يومها فلم يعلم أين ذهبت ثم رجعت.
وفي يوم الخميس حادي عشره خرج من دمشق باش العسكر المصري بمن معه قاصدين علي دولات. وفي يوم الجمعة تاسع عشر جمادى الأولى منها، صلي بالجامع الأموي غائبة على القاضي سعد الدين الحنفي العجمي، ثم الدمشقي ثم القدسي، إمام الصخرة المقرئ، توفي بالقدس الشريف؛ وعلى حافظ الدين الموقع نائب كاتب السر النجمي بن الخيضري، توفي بحلب في ثاني عشر الشهر المذكور، ودفن في مكان ثم أخرج من قبره ودفن بتربة ابن السفاح.