عن تصدير الجامع وعن صحابة الحرمين؛ وتولى القاضي عفيف الدين شعيب العزي نصف تدريس الظاهرية الجوانية، عن الزيني عبد الرحيم العباسي، كاتب السر يومئذٍ بدمشق.
وفي يوم السبت سابع عشريه سافر النجمي الخيضري إلى مصر، وخرج لوداعه صهره قاضي القضاة شهاب الدين الفرفوري، وهو الذي سفره عجلاً لما سمع من بعضهم أن والده قطب الدين مات بالقاهرة، ثم تبين عقب سفره أنه كذب، وإنما كان يحصل له توعك، ثم أخذ في العافية، ودخل مصر ليلة الأحد ثاني عشر ربيع الآخر، فوجد والده مستغرقاً ولم يفق عليه تلك الليلة ولا يومها، ولا ليلة الاثنين، ثم قضى بكرته.
وفي يوم السبت رابع ربيع الآخر منها، غضب النائب على جندر المعزول من الدوادارية، لكونه تجرأ بحضرته على الداودار الجديد، فوضعه النائب في زنجير ثقيل، ثم أمر به إلى سجن الدم حافياً مكشوف الرأس، فبات ليلة واحدة، ثم شفع فيه فخلع عيه، وأخرج معزولاً.
وفي يوم الاثنين سابع عشريه سافر الشيخ تقي الدين بن قاضي عجلون إلى مصر مطلوباً، بسبب الشاب المتصوف العمري، الذي جعله السلطان حجة في طلبه وطلب غيره. وفي هذه الأيام حدث برد كثير، تلف منه تفاح كثير، ومشمش، وغير ذلك، وحصل للأطفال منه سعال كثير.
وفي يوم الثلاثاء ثامن عشريه أخرج قاضي الحنفية زين الدين الحسباني من الترسيم من بيت الأمير الكبير جانم، لأجل دين عليه وقدره ألف دينار، وقد بقي عليه نحو مائتين وخمسين ديناراً، ضمنها عنه جماعته، وطلب منه أن يخلع عليه، فخلع عليه وجاء بالخلعة لابسها ليسلم على النائب، فتجاهل النائب عليه، وقال له: من ولاك؟ فقال: السلطان، فقال: في أين كنت، ولم تحضر المواكب؟ قال: كنت في بيت الأمير الكبير مرسماً علي، فقال: الأمير الكبير يرسم على قاضي القضاة الحنفية؟ فقال: من خلع عليك؟ قال: هو؛ ولبس خلعة الأمير الكبير، ثم توعده على ما قيل، فخرج من عنده إلى الصالحية، ثم أخذت الخلعة منه حتى يعطي المباشرين، وقيل إنه ركب بسرج مغرق، ولا قوة إلا بالله.
وفي يوم الأحد ثالث جمادى الأولى منها، سافر القاضي الشافعي إلى بلاد إقطاعه، وأقام سراج الدين عوضه. وفي يوم الخميس سابعه ظهر على شهاب الدين الهديري