الصالحي، أحد المعدلين من جماعة قاضي الحنفية، كتاب تزوير بخطه على القاضي برهان الدين بن المعتمد، ثم أثبته زوراً على شمس الدين الحلبي، ثم نفذه على أمين الدين ابن قاضي الحنفية، وظهر الزور ببيت محب الدين بن القصيف، وأراد بعضهم أن يجعل التزوير في جانب قاضي جهة عسال شهاب الدين أحمد بن أحمد بن عبد الله الأجدع الأنف، فتحرر أنه تزوير الهديري المذكور، فمنعوه.
وفي يوم الأحد عاشره تحرك الهواء، ودخل دمشق رجل جراد، خاف الناس عاقبها. وفيه وصل إلى دمشق خاصكي بالحوطة على تركة الشيخ قطب الدين الخيضري، المتقدم ذكر وفاته. وفي هذه الأيام أمر النائب بعمل فرس من خشب، فشاع بين الناس بأنه ورد عليه مرسوم شريف بسلخ محمد بن شاهين، الذين كان نائب القلعة لما هرب منها بداغ أخو سوار، لكونه معتقلاً عليه في القلعة، وأن ابن سكر، الذي كان نقيبها إذا ذاك، صلبه السلطان على باب زويلة، فلما بلغ محمد المذكور ذلك تودع من حريمه وأولاده وأيقن بالهلاك، فبلغ النائب ذلك، فأمر بتطييب قلبه وتأوه له.
وفي بكرة يوم الاثنين ثامن عشره خرج النائب، بعد خروج يرقه وثقله وجميع ما يحتاج إليه، حتى البندق الرصاص، من دمشق إلى بلاد حوران، وخرج قدامة أولاده الثلاثة الكبار، ملبسين بغير خوذ بل شاشاً، ومعهم أرماح، وفي رأس كل شاش ريشة نعام كبيرة، وكان إلى جانب النائب، المالكي عن يمينه، والحنبلي عن يساره، والشافعي كان مسافراً، والحنفي لم يخرج، وكان خروجاً حافلاً لأجل العرب العصاة، نصرة لأمير آل مري جانباي العدوي على عامر بن مقلد، وحرساً لمغل حوران منهم، ثم لما رجع الناس من توديعه، خلع على مملوكه الخزندار نيابة الغيبة، ونودي له بذلك.
وفي ليلة الأربعاء عشرينه مسك الخواجا ابن الزقيق مع ابنة خطا على ما قيل، فغرمه نائب الغيبة نحو خمسمائة دينار.
وفي يوم الثلاثاء سادس عشريه شاع بدمشق بأن حضر الناصري الحنفي الملقب بكبش العجم، أخو قاضي الحنفية المعزول المسجون بالقلعة إسماعيل، بأنه جن وزنجر في الحديد، نسأل الله السلامة.