وأخرجه في الزنجير وغبا به، ينادي عليه، هذا جزاء من يخون أستاذه، واعتقله. وفي بكرة يوم الجمعة ثامن عشريه خرج نقيب القلعة تمراز بجماعتها على العادة، لتلقي المحمل وتبعه أرباب الدولة والناس على العادة، وكان وحلاً شديداً، فلم يدخل المحمل إلى وقت العصر وغالب العوام لم يصل الجمعة، ولا قوة إلا بالله.
وفي يوم الخميس ثالث صفر منها، سافر القاضي الشافعي بعد تكرر طلبه إلى مصر، وخرج لوداعه غالب الفقهاء على العادة. وفي بكرة يوم الخميس عاشره لبس نائب السلطنة خلعة حمراء بمقلب على العادة، وكذا أولاده الأربعة، على يد قاصده من مصر، وكان اللبس من القبة، ومعهم القضاة الثلاثة وأرباب الدولة على العادة، وفي يوم الأربعاء دخل إلى دمشق من بلاد يعقوب، باك بن حسن باك قاصده، وصحبته هدايا سنية للسلطان، وصحبته بنت عم يعقوب، طلبها السلطان منه لأجل ابن عمها الذي عنده بمصر، ليزوجه بها.
وفي يوم الجمعة تاسع عشره بعد صلاتها بالجامع الأموي، نودي بالسدة بالصلاة غائبة على أربعة أنفس من العلماء المصريين، منهم: قاضي المالكية كان، الفقيه العالم برهان الدين اللقاني، وميلاده سنة ست وعشرين وثمانمائة؛ ومنهم خصمه في القضاء العلامة المفتن ابن تقي، توفي بعد خصمه بنحو سبعة عشر يوماً؛ ومنه الشيخ العالم البرهاني شيخ خانقاه سعيد السعداء، زين الدين عبد الرحمن السنتاوي، ميلاده تقريباً سنة أربع وعشرين وثمانمائة، ومنهم الشيخ العالم زين الدين سنان العجمي الحنفي شيخ تربة يشبك الدوادار، وكثر الترحم عليهم حيئنذٍ - ووقع المطر، وفي يوم الاثنين سابع عشريه وقع بدمشق وبخوارجها مطر، واستمر متراسلاً ليلاً ونهاراً، ووقع منه طباق كثيرة وجدران كثيرة أيضاً، وجاءت الزيادة إلى تحت القلعة.
ووصل حدها إلى مصاطب حمام الكحال، وسمت الماء الذي في جوف القناة قبلي مسجد المؤيد، وذلك في يوم الخميس مستهل ربيع الأول منها. وفي يوم السبت حادي عشره لبس قاضي الحنفية محب الدين بن القصيف خلعة جاءته من مصر، على حكم تفويض الحاجب الكبير، ثم عزل في ثاني عشر جمادى الآخرة منها، فمدة ولايته ثلاثة شهور؛ وورد