مرسوم بالقبض على ابن القطب، فاعتقل بجامع القلعة إلى أن تولى في يوم العزل المذكور.
وفي ليلة الأربعاء ثاني عشريه نقب حبس دوادار السلطان، الذي غربي جامع التوبة بشمال، وخرج منه جماعة كثيرة، غالبهم مظلومون، وهو غائب في الغور عند دوادار السلطان بمصر آقبردي. وفي هذه الأيام شاع بدمشق أن الأمير ماماي، الذي قبض عليه ملك الروم أبو يزيد بن عثمان وطمره، أطلقه وأرسل معه جماعة بالصلح وهم واصلون. وفيها أحدث دوادار السلطان، وهو الناظر على جامع يلبغا، على علو بابه الخارج إلى تحت القلعة، مكتباً للأيتام، وزعم أن أمه التي توفيت في هذه السنة، ودفنها في التربة التي أنشأها لصيق النحاسية، خارج باب الفراديس، أوصت بذلك.
وفي يوم الجمعة سادس عشر ربيع الآخر منها، عقب الصلاة بالجامع الأموي، صلي غائبة على الشيخ العالم المقرئ علاء الدين بن قاسم، توفي ببلده بالخليل. وفي يوم الاثنين تاسع عشره وصل قاصد النائب من مصر وعلى يديه خلعة بطراز لأستاذه، فلبسها من القبة على العادة، وصحبته أرباب الدولة، والقضاة الثلاثة، ما خلا الشافعي فإنه غائب بمصر. وفي يوم الجمعة ثالث عشريه قامت البينة على رجل من كرك، توجه ماشياً، منكرة في حق أبي بكر وعمر، فضرب بالسياط في بيت قاضي المالكية شهاب الدين المريني وطيف به بدمشق، ثم سجن.
وفي هذا الشهر ورد مرسوم شريف للحاجب بالكشف عن المدارس، فشرع يكشف. وفيه شاع أن سلطان العجم يعقوب باك بن حسن باك توفي قتلا، مع جماعة من أهل بيته، وأخبر رجل من بلاده أنه لما تولى كان عمره ست عشرة سنة، وأن له متولياً نحو اثنتي عشرة سنة، فعاش حينئذٍ ثمانية وعشرين سنة. وفيه أمر النائب بإبطال " سمع الله لمن حمده " بالجامع الأموي، فعورض فقال: يجمع بينهما، ثم لم يتم له ذلك. وفيه رسم أن لا يجلس الشهود بالجامع المذكور، لما قيل إنهم يدخلون النساء وأهل الذمة، ولعمري لقد أجاد في ذلك، سيما دركات باب البريد.
وفي يوم الأربعاء خامس جمادى الأولى منها، كشف الحاجب والقضاة جامع كفر سوسيا والمزة. وفيه وصل الماء إلى حمام كفر سوسيا، الذي اشتراه حميصة وجدده. وفي