للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل في مقاصد التصديقات]

وهي القياس المنطقي، وهو المقصود الأصلي من فن المنطق؛ لأنه هو العمدة عندهم في تحصيل المطالب التصديقية، التي هي أشرف من التصورية.

والقياس في اللغة مصدر قاس الشيء على الشيء، إذا قدّره بقدره.

وهو في اصطلاح المنطقيين: "قول مؤلف من [قضيتين] (١) فأكثر على وجه يستلزم لذاته قضية أخرى".

فخرج بقولهم "مؤلف من قضيتين" ما ليس بمؤلف، كالقضية الواحدة ولو كانت من الموجّهات المركبة التي هي في قوة قضيتين؛ لأنها تُسمى قضية واحدة، وإن كانت بالتركيب تكون في قوة اثنتين.

ودخل بقولهم "فأكثر" القياس المركب كما سيأتي إيضاحه إن شاء الله (٢).

وخرج بقولهم: "يستلزم لذاته قضية أخرى" ما لم يستلزم قضية أصلًا، كما لو قلت: (الإنسان حيوان والحجر جماد)؛ فإنهما لا يستلزمان قضية.

وخرج بقولهم: "لذاته" ما استلزم قضية أخرى لا لذاته، بل من


(١) في المطبوع: (قضية)، والسياق يأباه.
(٢) ص ١٢٧.