للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والثالث والرابع لا ينتجان إلا الجزئيات، وقد يوجد ضرب من الرابع ينتج كلية، كالمركب من كليتين صغراهما سالبة، كما سترى إيضاحه إن شاء الله.

تنبيه: اعلم أن النتيجة تتبع ما في القياس من الخستين، والخستان هما السلب والجزئية، فكل قياس فيه سالبة فنتيجته سالبة، وكل قياس فيه جزئية فنتيجته جزئية، وكل قياس فيه جزئية وسالبة فنتيجته جزئية سالبة، فالنتيجة تتبع الخسة دائمًا (١)، كما قال الشاعر (٢):

إن الزمان لتابع أرذالَه ... تبَعَ النتيجة للأخس الأرذلِ

والسلب خسة الكيف، والجزئية خسة الكم.

ولا نريد الآن أن نتتبع جميع الضروب العقيمةِ الخارجةِ بالشرطين المذكورين، ولكنا أردنا أن نمثل لها دون تتبع جميعها للاختصار.

فوجه اشتراط الإيجاب في الصغرى أنها إذا كانت سالبة لا تلزم المقدمتين نتيجة صادقة، بل قد تكون كاذبة، مع أن القياس على هيئته


(١) ولا يُفهم من هذا سلامة النتيجة من خسة الجزئية إذا ما كانت المقدمتان كليتين، وذلك عندما يكون موضوع النتيجة أعم من محمولها، كما يأتي في الضربين الأول والثاني من الشكل الثالث ص ١٢١، ١٢٢ والأول والرابع من الشكل الرابع ص ١٢٣، ١٢٤.
(٢) في ديوان أبي الفتح البستي ص ١٥٤ البيتان التاليان:
تعس الزمان فإن في إحسانه ... بغضًا لكل مقدم ومفضّلِ
وتراه يعشق كل نذلٍ ساقطٍ ... عشق النتيجة للأخسّ الأرذلِ
ونسبهما العاملي في الكشكول إلى ابن سينا.