للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

موجبتين، فلو قلت: (كل إنسان حيوان، وكل ناطق إنسان) فهذا هو الضرب الأول من الرابع، ونتيجته جزئية موجبة هي (بعض الحيوان ناطق)، فلو جعلت صغراه هي الكبرى، وكبراه هي الصغرى، وعكست النتيجة بالعكس المستوي رجع إلى الأول.

كما لو قلت: (كل ناطق إنسان، وكل إنسان حيوان) ينتج من الشكل الأول (كل ناطق حيوان)، وهي عكس نتيجته قبل تبديل كل من المقدمتين بالأخرى.

وتارة باستعمال العكس.

والحاصل أن هذا الشكلَ ترجع ضروبه كلُها للشكل الأول، إما بتبديل المقدمتين وعكس النتيجة، وإما باستعمال العكس المستوي في مقدمتيه، كما يدركه من فهم ما سبق، وليمس قصدنا إطالةَ الكلام في ذلك؛ لأن المقصود من هذه العجالة المنطقية هو التوصل إلى معرفة آداب البحث والمناظرة.

ونظم بعضهم وجه رد الأشكال الثلاثة إلى الشكل الأول بقوله (١):

وغيرُ أولي من الأشكالِ ... إليه مردودٌ بلا إشكالِ

فالثانِ مردودٌ بعكسِ الكبرى ... والثالثَ اردده بعكسِ الصغرى

ورابعٌ بعكسِ ترتيب يَرِدْ ... أو المقدماتِ هكذا وردْ


(١) النظم في حاشية الباجوري على متن السلم للأخضري، ص ٧٠، وذكر أنها زيادة في بعض النسخ.