للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالنقوش التي هي الخط تدل على الألفاظ وضعًا، وليست لفظًا.

والمراد بالعقد عقد الأصابع لبيان قدر العدد، فهو يدل على قدر العدد وضعًا، وليس باللفظ.

والإشارة تدل على المعنى المشار إليه وضعًا، وليست لفظًا.

والمراد بالنصب: نصب الحدود بين الأملاك، ونصب أعلام الطريق، وهو واضح مما تقدم.

الخامس: دلالة غير اللفظ عقلًا، كدلالة المصنوعات على صانعها.

السادس: دلالة غير اللفظ طبعًا، أي عادة، كدلالة حُمرة الوجه على خجل صاحبه، ودلالة صُفرة الوجه على وجل صاحبه، أي خوفه، كما قال القائل:

تفاحةٌ جمعت لونين خلتُهما ... خَدّي مُحِب ومحبوب قد اعتنقا

تعانقا فرَيا واشٍ فراعهما ... فاحمرّ ذا خجلًا واصفرّ ذا فرقًا (١)

ومنه قول مسلم بن الوليد الأنصاري (٢):

إذا شكوتُ إليها الحبَّ خفرها ... شكواي فاحمرّ خداها من الخجلِ

إذا عرفتَ هذا فاعلم أن المقصود عند المنطقيين من هذه الأقسام الستة هو واحد فقط، وهو دلالة اللفظ وضعًا، وهي تنقسم عندهم إلي


(١) البيتان مع اختلاف يسير في المستطرف ص ٤٨٣، باب ٧٢.
(٢) الملقّب بصريع الغواني، توفي سنة ٢٠٨ هـ، انظر ديوانه ص ٥٠.