للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشاع نحوُ خاف ربَّه عمر ... وشذ نحوُ زان نورُه الشجر

وكأن يقول السائل في قول أبي الطيب المتنبي:

هذي برزتِ لنا فهِجتِ رسيسًا ... ثم انثنيتِ وما شفيتِ نسيسا (١)

إنه خطأ؛ لأن فيه نداءَ اسم الإشارة في قوله (هذي برزتِ) بحرف محذوف، ونداء أسماء الإشارة وأسماء الأجناس بأدوات محذوفة مخالف للقاعدة العربية.

فيقول المجيب: نداء أسماء الإشارة وأسماء الأجناس بحرف محذوف هو مذهب الكوفيين، والمتنبي كوفي، كما قال ابن مالك في الخلاصة (٢):

وذاك في اسم الجنس والمشار له ... قلَّ ومن يمنعْه فانصر عاذِلَه

وكأن ينصبَ المبتدأ بلكنْ المخففة، فيبطله السائل بأنها إن خُفّفت أُهملت، والنصبُ بها مخففةً مخالفٌ للقاعدة العربية.

فيقول المجيب: هو جار على مذهب يونس (٣)، وهو من أئمة العربية، كما قال الشيخ المختار بن بونة في ألفيته الحمراء (٤):


(١) ديوانه (٢/ ١٩٣)، مع الشرح المنسوب للعكبري.
(٢) ص ٤٩، باب النداء.
(٣) يونس بن حبيب البصري، من أكابر النحويين، توفي سنة ١٨٣ هـ. انظر نزهة الألباء لابن الأنباري: ص ٤٧.
(٤) سميت الحمراء لأنها كتبت باللون الأحمر تمييزا لها عن ألفية ابن مالك؛ إذ كانت مجموعة معها، وانظر ما سبق ص ٥.