وأن تبديل السور الكلي بالجزئي كعكسه أيضًا لا بد منه في المسورات؛ لأن السور الكلي إذا لم يبدل بالجزئي ولم يبدل الجزئي بالكلي جاز صدقهما معًا وكذبهما معًا فيما إذا كان المحمول أخص من الموضوع.
فلو قلت:(كل حيوان إنسان) و (لا شيء من الحيوان بإنسان) فهما كليتان كاذبتان؛ لعدم تبديل الكم.
وكذلك لو قلت:(بعض الحيوان إنسان) و (بعض الحيوان ليس بإنسان) فهما جزئيتان صادقتان؛ لعدم تبديل الكم، وقد عرفت أن لا تناقض بين كاذبتين، ولا بين صادقتين.
واعلم أن المنطقيين يقولون: إنه يشترط لتحقيق التناقض بين القضيتين الاتحاد في تسعة أمور:
الأول: اتحاد المحمول، فلو اختلف جاز كذبهما وصدقهما، كقولك:(زيد ضاحك)(زيد ليس بكاتب).
الثاني: اتحاد الموضوع، فلو اختلف جاز صدقهما وكذبهما، كقولك:(زيد عالم) و (عمرو ليس بعالم).
الثالث: اتحاد الزمان، فإن اختلف الزمان جاز صدقهما وكذبهما، كقولك:(النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى إلى بيت المقدس)(النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يصل إلى بيت المقدس)، فإن قصدت بالأول ما قبل النسخ وبالثاني ما بعده صدقتا، وإن عكسْت كذبتا.
الرابع: اتحاد المكان، فإن اختلف جاز صدقهما وكذبهما، كقولك:(زيد صلى) تعني في المسجد، (زيد لم يصل) تعني في