الله صلى الله عليه وسلم وجاه دار سعيد بن عثمان التي يقال لها: الزوراء، بالبقيع مرتفعاً عن الطريق.
وأنبأنا أبو القاسم الأزجي، عن أبي علي الأصبهاني، عن أبي نعيم الحافظ، عن أبي محمد الخواص، حدثنا محمد بن عبد الرحمن المخزومي، حدثنا الزبير بن بكار، حدثنا محمد بن الحسن، عن صالح بن قدامة، عن أبيه، عن عائشة بنت قدامة قالت: كان القائم يقوم عند قبر عثمان بن مظعون رضي الله عنه فيرى بيت النبي صلى الله عليه وسلم ليس دونه حجاب.
وحدثنا محمد بن الحسن، حدثنا سليمان بن سالم، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه قال: أرسلت عائشة رضي الله عنها إلى عبد الرحمن بن عوف حين نزل به الموت: أن هلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى إخوانك، فقال: ما كنت مضيقاً عليك بيتك، إني كنت عاهدت ابن مظعون أينا مات دفن إلى جنب صاحبه.
قلت: فعلى هذا قبر ابن مظعون وابن عوف رضي الله عنهما عند إبراهيم عليه السلام، فينبغي أن يزار هناك. وقبر فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب رضي الله عنهما في قبة في آخر البقيع.
وروى عيسى بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن جده قال: دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت أسد بن هاشم وكانت مهاجرة مبايعة بالروحاء، مقابلها حمام أبي قطيفة.
قلت: واليوم مقابلها نخل يعرف بالحمام، وقبر عثمان بن عفان رضي الله عنه وعليه قبة عالية، وهو قبل قبة فاطمة بنت أسد بقليل وحوله نخل.
روى ابن شهاب أن عثمان رضي الله عنه لما قتل دفن في ((حش كوكب)) ، فلما ملك معاوية رضي الله عنه واستعمل مروان على المدينة، أدخل ذلك الحش في البقيع، فدفن الناس حوله.