أولاً: إنها تأتي لابتداء الغاية في المكان وفي الزمان، كقولك في المكان:" لك من الأرض من هذا إلى هذا "، وكقولك في الزمان:" زرتك من الصباح إلى المساء ".
ثانياً: أنها تأتي للتبعيض، كقولك:" كُل من هذا الطعام ".
ثالثاً: أنها تأتي لتبيين الجنس. كقولك:" اشتريت متراً من الأرض "، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: " التمس ولو خاتماً من حديد ".
رابعاً: أنها تأتي بمعنى " على "، كقوله تعالى:(وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا) أي: على القوم.
خامساً: أنها تأتي بمعنى " الباء "، كقوله تعالى:(يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ) أي: بطرف.
سادساً: أنها تأتي بمعنى البدل، كقوله تعالى:(وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (٦٠)) أي: بدلكم.
سابعاً: أنها تأتي بمعنى " في "، كقوله تعالى:(أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ) أي: في الأرض.
ثامناً: أنها تأتي بمعنى " عند "، كقوله تعالى:(لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا) أي: عند الله.
تاسعاً: أنها تأتي للتعليل، كقوله تعالى:(يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ)، أي: لأجل الصواعق.
وتستعمل " مِنْ " لابتداء الغاية لكثرة استعمالها فيه، والكثرة يرجح بها، وعلى ذلك فلا تستعمل في غير ابتداء الغاية من المعاني إلا مجازاً فتحتاج إلى قرينة.