للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمسافرين، في البر والبحر من المسلمين.

وفيها: أنه مات بالمدينة قاضيها الحنفي كان سعد الدين سعيد ابن قاضيها أبي الفتح الزرندي رحمه الله تعالى وهو مفصول عن القضاء مدة ثلاث سنين، وكان عاقلًا ساكنًا وبيْننا وبينه مودة ورفقة في السفر، وخلف والده وأخا غائبًا في الروم، عوّضهم الله تعالى فيه خيرًا.

وفي يوم الأربعاء ثاني تاريخه وصل الخبر لمكة أن جلْبَة من زْيلَع وصلتْ إلى جازان وأخبرتْ كُتُبُها أن الحب فيها رخيص ثمن كل طنم (١) تسعة أشرفية، فتباشرَ أهل مكة بذلك ونزل سعر الحب الحنطة كل ربعية بخمسة محلقة واللقيمية والذرة والدخن بستة محلقة والربعية الزبيب بأربعة محلقة والرطل التمر بمحلقين إلّا ربعًا، وظهر كثير من ذلك في السوق، فالله تعالى يزيد من الرخص ويكثر الخير على المسلمين، خصوصا جيران بلد الله الأمين.

وفي يوم الخميس خامس عشريْ الشهر اتفقتْ (٢) كائنة غريبة يجب علينا إيرادها ليُسْتفاد عن حكّام زماننا، وهي أن قاضي الشافعية الصلاحي بن ظهيرة المكي حكم لوالدي حكما في سنة ٩٢٢ هـ بِسبَب أنّ شخصا تاجرا يُقال له جلال الدين القرشي خاصَمنا في جِدار تحت ظِلّة لنا سقط من مدة ثلاثين سنة وأراد الوالد إعادته فتواصلا إلى القاضي المذكور وأثبَته الوالد عنده بحضور الخصم بشهادة خطيب المسلمين محب الدين النويري وثلاث نسوة غيره، وحكم بموجب ذلك، فاشتد شقاق الخصم لمجرد عناده لنا فلازم حكّام البلد وذلك مدة ثلاث سنين، فلما مات الوالد رحمه الله تعالى لازم الخصم


(١) الطنم: وحدة من المكاييل. استُعمل هذا اللفظ في غاية المرام للعز بن فهد ٢: ٥٧٧.
(٢) بالأصل: اتفق.