محلقة في السوق، ونادى المحتسب بأن يباع بسبعة محلقة، فتشوش أهل السوق لذلك وعزلوا دكاكينهم وقالوا: لا يخلصهم السمن من السوق، وصار يباع بالدس في البيوت بما أرادوا من الأسعار.
ثم في الإثنين ثالث تاريخه أنعم الله تعالى بوصول قافلتين من اليمن والشرق فيهما سمن كثير فبيع الرطل بسبعة محلقة ثم تناقص في هذه الجمعة إلى أن وصل لأربعة محلقة ونصف، وبأربعة.
وفي ليلة الثلاثاء ثالث عشريْ الشهر دخل الخواجا سلطان بن محمد بن علي الفومني العجمي على البنت البالغ زينب ابنة قاضي القضاة الحنفيّ المرحوم نور الدين علي بن أبي الليث بن الضياء القرشي العمري. وكان عقده في ظهر الجمعة تاسع عشر الشهر بمباشرة شقيقها القاضي أبي السرور بن أحمد وحضر ذلك عمّها فقط ولو كان أخوها الكبير بمكة ما فعّل ذلك ولا رضي به. وهنأهم بعض الناس في صباحية الدخول ولم يعمل لهم معمولا (١) على عادة أهل مكة بل مرّ الطيب بمفرده. وبعد الفراغ عُملت سفرة صغيرة لأهل البنت. فالله تعالى يجعله مباركًا عليها ويثيب المرأة، ويجعله مباركًا عليها وعلى أهلها.
وفي يوم الثلاثاء المذكور وصلتْ قافلة من المدينة الشريفة فيها الشيخ محمد بن مرزوق اليماني المعتقَد، وصحْبته جملة أوراق اطلعتُ على بعضها فيها الإخبار بغلو المدينة بحيث بيع فيها الحب المدني وهو ثلاث رباعي مكية بخمسة عشر محلقًا، والسمن كل رطل مصري بتسعة عشر محلقا، وعُدِمَ فيها الماء والخضَر، واشتد ذلك عند دخول الحاج الشامي. فالله تعالى يُرخّص أسعار المسلمين، ويكتب السلامة على الحجاج
(١) المعمول: نوع من الحلويات يصنعها أهل مكة في المناسبات إلى عصرنا الحاضر.