للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يوسف الجاركسي التاجر، فإنه بلغَه مقتله في اللحيّة (١)، ويقال إن الأمير إسكندر متملك زبيد جهّزه من بلده بعد الإنعام عليه بمائتي دينار ورسم له بعشرة ورق حَبِّ في اللحيّة وأمره أن لا ينزل إلى الساحل خوفا عليه من الأتراك الذين من جهة قاصده الذي أرسل في موسم سنة ٩٢٣ هـ وقتله الأمير مصلح الدين الرومي. فقدّر أنه كان في جلبة فتبعه جماعة وأنزلوه من الجلبة وقتلوه بالحديْدة (٢) وأخذوا ما معه وقدرها مبلغ سبعة آلاف دينار. فلما سمع رجب بهذا الخبر اختفى، وأشيع أن الأمير إسكندر الجاركسي متملك اليمن وصل إلى جازان لنجدة صاحبها المهدي لرأي القرائر (٣) على قتال البغاة القُرب (٤) أهل حلي، وصُحْبته مائة مملوك خيالة وثلاثمائة راجل.

وأشيع أنّ الشريف بركات صاحب الحجاز قصد أهل حلي ووصل إلى محل يقال له دوقه (٥) وصار بينه وبينهم ثلاثة أيام وأن القرب راسلوا في الصلح فطلب منهم إعطاء الخيل والدروع، فتوقّفوا في ذلك وقالوا: نعطيك مالًا مُقَسّطًا في كل عام، فما رضي بذلك وأرسل إلى مكة لطلب راناه لحفله (٦) فالله تعالى يلطف به وينصره على عدوه (٧) فإنه (٨) بركة الحجاز، والمرجع إليه في الحقيقة لا المجاز.


(١) اللحية: مدينة وميناء صغير بتهامة اليمن، المقحفي: معجم المدن والقبائل اليمنية ص ٣٥٦.
(٢) الحديدة: أشهر مدن وموانئ تهامة في اليمن، المقحفي: معجم المدن والقبائل اليمنية ص ١١٣ - ١١٤.
(٣) كذا بالأصل.
(٤) القرب: قبائل يمنية.
(٥) دوقة: بلدة جنوب الليث من أرض غامد في طريق الحاج من صنعاء، ياقوت: معجم البلدان ٢: ٤٨٥؛ البلادي: معجم معالم الحجاز ٣: ٢٤٠.
(٦) كذا وردت الجملة بالأصل.
(٧) بالأصل: عدّه.
(٨) كلمة مكررة بالأصل.