للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ثاني تاريخه وصل الخبر إلى مكة أن الشريف بركات وصل إليه الشيخ الطواشي وليّ أهل حلي وأميرهم قيس في طلب الصلح بينه وبين القرب، فقال لهم: لا بد لي مِن دخول بلادهم وأخذ الخيل والدروع منهم، فتوقفوا في إعطائها له حتى تسافر الأتراك من عندهم ويعطونه (١) عوضها نقدًا، فما رضيَ بذلك، فالله يقدر له وللمسلمين خيرًا.

وأشيع أن الأتراك وأميرهم إسكندر قتلوا صاحب جازان الهندي، ويقال أخوه عز الدين، لكونه طلبهم لنجدة أخيه ومساعدته على القرب، فلما وصلوا لبلد جازان بلغهم أن الشريف ما جاء لليمن إلا لمحاربتهم، فتشوّشوا من صاحب جازان من ذلك. ويقال إنهم قصدوا مواجهة الشريف، فالله تعالى يخذلهم وينصره عليهم.

وسمعتُ أن الشريف أرسل لنائب جدة قاسم الشرواني يطلبه إليه لقتالهم وأنه أشحنَ غرابين بجدة لسفره لليمن. أعانه الله على ذلك وقدّرَ للمسلمين خيرا.

وفي يوم الإثنين رابع عشر الشهر وصل قفل مِن ينبع ومعهم حبّ وتمر وسمن فوجدوا سعر الجميع ناقصًا (٢) عن رأس مالهم، فإنهم اشتروا الحب من سعر الربعية المصرية بخمسة محلقة وهي في مكة بذلك وخسروا الكراء، والرطل التمر بمحلق وفي مكة رطل وربع، والمن من السمن بستة أشرفية وفي مكة بأربعة ونصف، فخيّبَ الله ظنهم وإنه اجتمع جماعة من المتسبّبين بالخان (٣) وأولاد العرب فتوجهوا بحرًا لينبع لأجل شراء القوت وتحْكيره، فالله تعالى يخذلهم ولا يربح متجرهم.


(١) بالأصل: ويعطوه.
(٢) بالأصل: ناقص.
(٣) وردت الكلمة بالأصل غير معجمة.