للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من ابني عكاش فيها.

وفرح أهلهما بذلك وصار صاحب كل ورقة يُريها للناس في الأسواق وغيرها، وسمح أصحابهما بذلك. ثم شاهدتُ ورقة القاضي بديع الزمان ابن الضياء الحنفي لأخيه أبي السرور بها إخباره بوصوله إلى القاهرة قبل تاريخها بثلاثة أيام، وهي مؤرخة بسادس عشريْ الحجة، ومقابلة ملك الأمراء نائب الديار المصرية له وإلْباسُهُ قفطانا. وكتب له الخنكار مرسومًا بولايته لقضاء الحنفية بمكة عوضًا عمّنْ بها وغير ذلك من الوظائف التي طلبها، وتاريخه في سابع رمضان، وكان وصوله مع الولاق (١) الذي أرسله الوزير الأعظم بيري باشا (٢) المقيم في البيرة قرب مدينة حلب، ويأمر أخاه بمباشرة الحكم عند وصول القاصد بَرًا صحْبَتُه مرسوم ملك الأمراء قبل المولد.

ومضمون ورقة القاضي عبد الحق النويري المالكي لولده بمعناها غير لبْس ملك الأمراء له قفطانًا وأنه تعوّضَ عن الحج بزيارة القدس والخليل . ويأمر ولده بالسيرة الحسنة مع الناس في مباشرة الأحكام وملازمة الجمالي أبي السعود بن قاسم المقري الشافعي فيها. ومنْع شاهدْين من بابه هما الشرفي أبو القاسم بن قاسم وعبد الرحمن بن إدريس بن عبد القوي وغير ذلك مما لا فائدة في ذكره.

ولم يرسل كل واحد منهما غير ورقة مفردة مفتوحة. وتعجّب الناس لذلك وكون الخبر لم يأت من غيرهما من الحجازيين المقيمين بمصر وغيرهم خصوصًا ويُخبر بعض الناس عن اللذيْن وصلت معهما الورقتان أنهما لم يسمعا بالولاية إلّا منهما، ويُعضّد ذلك إخبار شخص من التجار الشاميين يقال له ابن التُميْرة بوصول ورقة له من


(١) الولاق: الرّسُل.
(٢) بيري باشا الوزير الأعظم: أحد وزراء السلطان سليمان القانوني، عظم شأنه حتى بان عليه الطمع في السلطة فقتله السلطان سليمان، في رمضان سنة ٩٤٢ هـ. القرماني: أخبار الدول وآثار الأول في التاريخ ص ٣١٨.