للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجلاب فارغة شحن (١) منها عشرة فيها ثلاث مُرَوّسَات (٢). فنزل سعر الحب بجدة ومكة فبيع بجدة كل إردب بتسعة أشرفية، والمليح بعشرة، وكل ربعية حب الذرة بمحلقين ونصف وبمكة الربعية بثلاثة محلقة وربع وبعض الحب المليح بثلاثة ونصف، فنقصُهُ بمكة قريب محلق. وأخبر الواصلون (٣) من سواكن أنه وصل إليها مركبان (٤) من الهند، وأخبروا أنه وصل معهم من باب المندب خمسة مراكب ووراء هم عشرة، فتباشر التجّار وغيرهم لذلك. فالله تعالى يحقق هذا الخبر ويُرخّص أسعار المسلمين، بجاه سيّد المرسلين.

وفي ليلة السبت ثاني تاريخه مات الخواجا مراد بن عبد الله الرومي الناظر على أوقاف ترسن (٥) صاحب الربعة بالمسجد الحرام خلف مقام الحنفية. فجهّز من ليلته وصُلّي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة وشيّعه جماعة وغيرهم، ودفن بالمعلاة، وخلّف سبعة أولاد ذكور غالبهم صغار في بلده وبعضهم مسافر في الهند، وبمكة واحد أخذَ العزاء فيه. وأوصى بقُرَبٍ، منها لصاحب مكة مائة وخمسون دينارًا ولقاضي القضاة الشافعي خمسون دينارًا ولأهل الحرم مائتا دينار.

وفي يوم تاريخه عُمل عقد مجلس في المسجد الحرام بزيادة باب الندوة بحضرة القضاة الثلاثة خلا الحنبلي بسبب خصومة بين الخواجا بركات الحلبي والخواجا بدر الدين بن مالك في سفرة بينهما كانت تحت يد ثانيهما في الهند، وتحاسبا عنها مرة بعد


(١) بالأصل: أشحن.
(٢) المروسات: نوع من السفن.
(٣) بالأصل: الواصلّين.
(٤) بالأصل: مركبين.
(٥) كذا بالأصل.