سِنان الرومي الذي كان باليمن أميرًا في اللّحية، ثم ركب البحر في غراب وصار يقطع الطريق ويمنع الميرة لأهل مكة، فألهمه الله تعالى التوجّه إلى السيد بركات سلطانها في فريقه جهة اليمن وإهدائه له هدية والتكلّم معه في العفو عنه ما صدر منه، ويأذن له في التوجّه إلى مكة. فأكرمه على هديته وأثابه وأذن له في التوجّه إلى جدة فوصلها وصحْبته الشهابي أحمد بن قاسم المغربي الأصل المكي المشهور .... (١) بابن الدب. وكان في دهلك مع أخيه الوجيهي عبد الرحمن متولي البلد. فلما قُتِل فيها توجّه إلى سلطان النصارى لصحبته لأخيه. واحتال عليه سنان الرومي بالأمان والأيْمان ووعده المساعدة والنصرة على قاتل أخيه. فلما جاءه قدم إليه هدية كبيرة وطمع فيه وطلب منه فرضة مال ليصرفه على عسكره، فأعطاه ألفي دينار ثم قبض عليه فوضعه في الحديد واستولى على الذي معه، وصحبَه رفقْته إلى جدة، ففارقه منها وعاد إلى مكة فوصلها صفر اليديْن عاري الثديين، خلا ما هو على جسده، ففرح به إخوانه وأهله وجيرانه.
وفي ظهر يوم الإثنين رابع الشهر مات الشيخ المعمر عز الدين عبد العزيز بن عبد اللطيف بن أحمد بن جار الله بن زائد المكي بعد توعّكه مدة يسيرة بالإسهال، ثم قوي عليه ريح القولنج، وقيل ذات الجنب في ليلة وفاته فقضى نحبه، وعمره سبع وثمانون سنة وثلاثة أشهر، فجهّز في يومه وصلّي عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة، وشيّعه جماعة من الفقهاء إلى المعلاة، ودُفن بتربة بني النويري في الشعب الأقصى على قبر أمّه وجدّاته من جهتها وهي زينب ابنة القاضي أبي الفضل النويري التي صار إليه منها التحدث على رباط والدتها السيدة أم الحسين ابنة القاضي شهاب الدين الطبري بمكة وأوقافها بها وبأعمالها. وخلّف عصَبَة فيهم عمه، هم ابنا أخيه شقيقه عبد اللطيف وأبو