للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سعيد ابنيْ عبد القادر بن علي جار الله بن زائد وعبد الباقي بن محمد الله بن عبد بن جار الله المذكور.

وفي صبْح يوم الأربعاء سادس الشهر عُمل عقد مجلس في زيادة دار الندوة عند قاضي القضاة الشافعي والمالكي بسبب الخواجا بركات الحلبي والخواجا بدر الدين بن مالك. وكان أولهما أرسل قاصدًا لصاحب البلاد السيد بركات في اليمن يُخبره بقضيته، فأرسل جوابه للحاكم بمكة القائد مبارك بن بدر عَبْد الشريف بالتوجّه صحبتهما إلى الشرع لينفصلا بحضوره. فحضر معهما وصحْبَته جماعة من أتباعه وبعض الفقهاء والتجار، وتعدّر الحضور لسقْمِه، فوقعتْ في المجلس قلاقل لا طائل تحتها، وأمِرَ الخصمان بالصلح فلم يرضيا، وطال المجلس إلى الظهر ثم انفضّ على غير فصل لتساهل القضاة واختلافهم وعدم مبالاة الأخصام بهم، وقوة شقاق التجار، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

وفي صبح يوم الجمعة ثامن الشهر مات شيخ الحنفية مفتي الفرقة الإسلامية الورع الزاهد والقدوة العابد شمس الدين محمد ابن المقرّ النجمي دولات باي نائب الديار الشامية كان، تغمّده (١) الله بالرحمة والرضوان، وكان توعّكه نحو شهر بالحمى والإسهال، فجهّز في يومه وصلّى عليه عند باب الكعبة بعد صلاة العصر إمام الحنفية السيد عبد الله البخاري بأمر ولديْه محمد بن النجمي والبدري، وشيّعه خلق من الأعيان والعامة إلى المعلاة ودُفن بها في الشعب الأقصى في تربة لأمه أوصى أن يدفن تحت رجلها وترحّم الناس عليه لفقدهم له ولاحتياجهم إليه، وخلّف ولدين كبيرين وبنتا وزوجة، رحمه الله تعالى وأخلفهم فيه خيرًا.

وفي يوم تاريخه وصل الخبر إلى مكة أنّ قاصدًا وصل إلى جدة المعمورة من مصر


(١) بالأصل: تغمدها.