للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دوادار نائب جدة الأمير قاسم الشرواني ومعه أوراق له ولجماعة فيها الإخبار بدخول الحاج إلى مصر في سابع عشريْ الشهر بعد عادتهم بخمسة أيام، وذلك لانقطاعهم في الطريق من الغلاء والجوع وتعب الجمال. وكان ملك الأمراء أرسل لهم مُلاقين إلى الأزلم (١) فارتفقوا بها. وأنّ المباشرين الخمسة المتوجهين إلى إسطنبول صحبة المقر العلائي ناظر الخواص أسَرهم الإفرنج وأسَرَ منهم ثلاثة أنْفُس هم نقيب الجيش يونس والمقر البدري والمقر العلائي. وأنّ ملك الأمراء نائب الديار المصرية أرسل إلى الطور أربعة آلاف إردب قمح لبيعها بمكة وتفرقة مائة إردب على الفقراء بها. فتباشر الناس بها بذلك ورخصتْ الأسعار بمكة وجدة، الربعية الحب المصرية في مكة بثلاثة محلقة ونصف وبعضها ينقص ربعا، وبجدة بثلاثة محلقة إلا ربعًا. والإردب بعشرة أشرفية وقيل بتسعة، والله تعالى يُرخّص الأسعار.

وفي يوم الإثنين حادي عشر الشهر وصل الخبر بمكة بوصول شخصٍ بدويّ لجدة وهو قاصد لصاحب مكة السيد بركات معه خِلَعٌ ومراسيم له، وجملة أوراق لخلق مِن أهل مكة والمقيمين بها، فلم يعطِ أحدًا شيئًا قبل مواجهة خلا ربطة (٢) للوزير بجدة الجمالي محمد بن راجح من عند المقر الشهابي ابن الجيعان، فيها ورقة لقاضي القضاة الشافعي بمكة، وثانية للمحيوي العراقي فيها الإخبار بقضية المباشرين المأسورين وبعض أغراضه، ولم يتعرضْ لذكر القاضيين اللذْين بمصر الحنفي والمالكي، وأشاع بعض أصحابهما أنّ القاصد ذكر بجدة أن معه أوراقًا (٣) لهم، والله أعلم بحقيقة ذلك.


(١) الأزلم: من محطات الحجيج على الطريق الساحلي بين المويلح والوجه، انظر الجزيري: الدرر الفرائد ص ١٣٨٨ - ١٣٩٣؛ البلادي: معجم معالم الحجاز ١: ٩١.
(٢) الربطة: هنا معناها مجموعة أوراق المرسلات.
(٣) بالأصل: إنّ معه وأوراق.