للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الأربعاء ثالث عشر الشهر وصل قاصد لمكة من جدة أخبَر أنّ مركبًا هنديًا يقال له الشاهي الكبير وصل إلى قرب جدة فيه صدقة لأهل الحرمين من عند صاحب كنباية الملك مظفر شاه ونزل منه جماعة وأخبروا بأن أربعة مراكب وصلتْ صحْبَتهم وتأخّرت (١) بعدهم في الباحة وهم يوسف التركي وطليعته وبركات الحلبي وناظر الصدقة الملك خواجا محمد بن شيخ علي الكيلاني (٢). ووصل فيها جماعة من أهل مكة المجاورين في الهند منهم الخواجا بدر الدين حسن بن حسين قاوان، والخواجا إبراهيم الشامي ابن الشيخ علي الدمشقي والشيخ عبد (٣) الرزاق ابن الشيخ عبد الله بن عامر المساوي، فتباشر التجّار وأهل الحرم بذلك، فالله تعالى يُكْثر الخير على المسلمين ويُرخّص أسعارهم.

وفي ليلة الخميس ثاني تاريخه دخل الإمام شرف الدين ابن الإمام مكرم ابن شيخنا قاضي القضاة محب الدين محمد الطبري المكي الشافعي على زوجته فاطمة ابنة الوجيهي عبد الرحمن بن علم الدين العقيلي النويري المكي، فهنأه الناس بها في صباح تاريخه على العادة، وعمل سُفرة حضرها أهله وبعض أصحابه، فالله تعالى يجعل كلًّا منهما مباركا على الآخر.

وفي عشاء ليلة السبت سادس عشر الشهر مات شيخنا العلامة المفتي القدوة الزاهد ولي الله تعالى عفيف الدين عبد الله باكثير ابن الشيخ شهاب الدين أحمد


(١) بالأصل: تأخر.
(٢) ورد هذا الاسم في نص الكتاب مرارًا، وهو تارة يرد بالكاف "الكيلاني" وتارة بالقاف "القيلاني" والتزمنا في ذلك متابعة المخطوط.
(٣) كلمة تكررت بالأصل.