للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن .... (١) الحضرمي الأصل المكي الشافعي بعد توعّكه جمعة بالحمى وانكتام باطنه. وكان قبل ذلك في الجمعة التي قبْل تاريخه صلّى في المسجد الحرام جماعة وقال: هذه جمعة الوداع وصار يودع البيت ويقول: لا أوحش الله منك. وأمر بعض أولاده بتحمّل دَيْنه في حياته فدار على مُداينيه فأخبرهم بذلك فرضُوا بذلك وبعضهم أبْرأ ذِمّته منه، وجملته مائة وعشرون (٢) دينارًا، فحينئذ طاب خاطره وصار يلازم ذكر الله تعالى وقت إفاقته وتردد الناس إليه أفواجًا وهو يسألهم الدعاء ويمازحهم كعادته، وكلّهم خائفون عليه، فقدّر الله تعالى إسكاتَه يومين وليلتين مع كونه يشير بذكر الله تعالى يفهم ذلك مَن حوله.

وُرئَيتْ له عدّة منامات حسنة يُقْضى له فيها بالخير، منها أنّ شخصًا جَبَرتِيا مباركًا يقال له الشيخ عبد الله رأي النبي في المنام وهو يقول له: الليلة يموت الشيخ أبو كثير توجَّهْ لجنازته فإنه من أهل الخير وقل لأولاده يجعلون في قبره قطعة من كسوة الكعبة، فأخبرهم بذلك فامتثلوا أمره.

ورأى شخص آخر أنّ منائر المسجد الحرام الأربعة التي في أركانه وقعتْ، فأوّلَ بعض الناس موت أربعة من علماء البلد في هذا العام، فكان أولهم شيخ الحنفية شمس الدين محمد ابن النجمي ثم شيخنا باكثير. فجُهّز في ليلة موته وصُلّي عليه بأمر أولاده بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة الشيخ عبد الكبير بن ياسين ابن الشيخ عبد الكبير الحضرمي، نفع الله به، وشيّعه خلق من الأعيان والعامة في جنازة (٣) خلفه حُمِلتْ على


(١) بياض بمقدار كلمة.
(٢) بالأصل: عشرين.
(٣) وردت هذه الكلمة بالأصل غير معجمة.