للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرؤوس وتزاحم الناس عليها. وكان يومًا مشهودًا، والخلق فيه شهود (١)، فدُفن بالشِّعب الأقصى في تربة استجدّهَا من حياته، فحصل عليه البكاء والأسف ممن لم يعرفه ومَن له معرفة، وفقدَه الناس لخيره وعلمه وبشاشته وحلمه مع الزهد والورع وملازمة الإقراء للطلبة ونفعهم به طول النهار وعدم تكلفه لهم وإمدادهم بصالح دعواته. فصار الخلق يترددون إلى قبره صباحًا ومساء ويقرؤون له القرآن وعُمل له ختم في يوم الثلاثاء رابع يوم موته أنشدت فيه مرثيتان أولاهما (٢) لإمام الشافعية شرف الدين إسماعيل الطبري وثانيتهما (٣) للشهابي أحمد المحوجب، أولهما أحسن نظما فنذكرها هنا وهي .... (٤).

وفي ظهر يوم الأحد سابع عشر الشهر مات المعلم عمر بن أحمد المكي المعروف بشنة أحد باعة الصبغة في القفص.

وفي يوم الجمعة ثاني عشريْ الشهر كان عقد الخواجا وجيه الدين عبد الرحمن ابن المسعودي الطرابلسي المغربي على زوجته البكر السيدة المحجّبة سيّدة الجميع ابنة شيخنا قاضي القضاة بالحرمين الشريفين النجمي ابن يعقوب المالكي رحمه الله تعالى في .... (٥) والدها، حضرها قاضي القضاة الشافعي وجماعته وبعض الفقهاء والتجار، وانشِدَتْ (٦) في المجلس قصيدة حسنة لبعض المغاربة في الزوج، فأعْجبتْ الحاضرين لما


(١) بالأصل: شهودًا.
(٢) بالأصل: أنشد فيها مرثيتين أولهما.
(٣) بالأصل: وثانيهما.
(٤) سقطت القصيدة من الأصل وترك الناسخ بقية الورقة بيضاء وهو مقدار عشرة أسطر.
(٥) كلمة غير واضحة بالأصل.
(٦) بالأصل: وأنشد.