للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحرازي على زوجته البكر المراهق أم الحسين ابنة الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد الخياط المكي الشهير بروح جده وفي صباحها هنّأه الفقهاء بها وعُمل له سفرة مختصرة حضرها أقارب الزوج وأصحاب والده وغيرهم.

وفي يوم تاريخه ظهرتْ سرِقة كبيرة عند شرف الدين ابن القاضي بهاء الدين ابن قاضي القضاة جمال الدين أبي السعود بن ظهيرة مِن جارية حبشية، لبعض التجار الشاميين وكان ساكنًا في بعض بيوت بني ظهيرة في السويقة، وتوجه إلى جدة وأغلق بابه، ففتحَه وأخذ منه نقدًا كثيرًا نحو الألف وقماشًا وعنبرًا ولآلئً، وتوجّه ببعضها إلى حلي فباعه وعاد إلى مكة وأقبل على اللهو والفساد. فاطّلع التاجر على ذلك برؤية بعض ملبوسه عليه، فشكاه إلى عمّه قاضي القضاة الشافعي الصلاحي بن ظهيرة فمسكه وضربه ضربًا مؤلمًا، فأقرّ بحمله أمتعة عند جماعة من السوقة وغيرهم اشتروها منه. فدفعه عمه إلى حاكم مكة القائد مبارك بن بدر فوضعه في السجن وضربه أيضًا ضربًا مؤلمًا، وطالب المشترين منه بما أخذوه فظفر بجملة أمتعة رُدّتْ على صاحبها مع كونها قدرًا كثيرًا. وتألم أقاربه وغالب أهل مكة لذلك لكونه من بيت رئاسة. فالله تعالى يتوب عليه ويستره أو يهلكه ويقصمه.

وفي يوم الأربعاء سابع عشريْ الشهر أمر القائد مبارك بن بدر بالنداء في شوارع مكة وأسواقها بتجهيز الأروام الذين بها إلى جدة ليسافروا صحبة الأمير سنان الرومي بحرًا إلى اليمن لمواجهة السيد الشريف بها، وما عُلِم مقصده بذلك مع كونه أشيع أنّ السيد بركات نيته العود إلى مكة قبل تنجيل (١) المراكب الهندية ليحضر عشورها،


(١) التنجيل: إنزال التجارة والبضائع من السفن، ورد استعمال هذا اللفظ في العقد الثمين للفاسي ٤: ٩٢؛ وعند العز ابن فهد في غاية المرام ٢: ٢٥٦، ٢٩١، ٣٤٤.