للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما الصدقة الواصلة صحبتهم فهي عظيمة لم يُسْبَقْ صاحبها، وهي كلّ لكّ بخمسة آلاف أشر في فمجموعها نحو ستين ألف دينار، منها ستة لكوك ونصف لأهل مكة، وأربعة لكوك ونصف لأهل المدينة الشريفة، غير قماش وبضائع وهدايا للشريف.

تفصيل ذلك لكّان (١) عن سنتين ماضيتين، عن سنة اثنتين وعشرين والتي (٢) بعدها، وأربعة لكوك ونصف خدمة لوصول المصحف الشريف. ولأهل المدينة لكّان عن سنتين ماضيتين، ولكّان ونصف خدمة للمصحف. وقُرر في خدمة المصحف بمكة كاتب هذه الرسالة وجعلوا له في كل عام معلوم ستين دينارًا ويوضع في المدرسة التي أمر السلطان بعمارتها بمكة، وأرسل السلطان لكين تَنْكة (٣) غير الأحد عشر لكًّا يُشْترى بها بيوت وتعمر وتوقف على المدرسة ويُقَرر فيها عشرة أنْفس شيْخهم إمام الحنفية السيد عبد الله البخاري، وعشرة أنفس من الحنفية يدرسون (٤) بها وشيخهم القاضي الحنفي، وقرر لكل واحد منهم أربعة وعشرين أشرفيًا، وشيخهم ثمانية وأربعين، وعشرة أنفس يقرؤون القرآن وشيخهم إمام الحنفية ورتب لكل واحد منهم اثني عشر أشرفيًا ولشيخهم عشرين (٥) أشرفيًا، وللداعي عشرة أشرفية.

وكان السلطان اتفق مع الخواجا إبراهيم ابن الشيخ علي الشامي التاجر نزيل مكة وكان بالهند في مشترى دارهم (٦) المجاورة للمسجد الحرام بجانب باب الصفا التي صارت


(١) بالأصل: لكين.
(٢) بالأصل: الذي.
(٣) التنكة: عملة فارسية كانت تستعمل بالهند، ذكرها ابن بطوطة في رحلته. انظر دوزي: تكملة المعاجم العربية تعليق النعيمي (مادة: ت ن ك) ٢: ٦٩.
(٤) بالأصل: يدرسوا.
(٥) بالأصل: عشرون.
(٦) بالأصل: دراهم.